الحزن والدموع، لغةٌ صامتةٌ تُعبّر عن أعماقٍ جُرحت، وتُخبّئُ وراءَها قصصًا لا تُروى إلاّ بقطراتٍ من الملح المُرّ. فهما ليسَا ضعفًا، بل هما تجسيدٌ لِشعورٍ عميقٍ يُصارعُ لِلبقاء، يُصارعُ لِلتعبير عن ما لا يُمكنُ للّسانِ وصفه.

تُسيلُ الدموعُ أحيانًا كَشلالٍ جارفٍ، يغسلُ معه بعضًا من الألم، ويُخفّفُ من ثقلِ الحزنِ الّذي يُثقلُ الصدرَ. وفي أحيانٍ أُخرى، تُسقطُ كَقطراتٍ متفرّقةٍ، كأنّها تُحاولُ التسلّل خلسةً من عيونٍ تُخفي وراءَها بحرًا من الألم.

الحزنُ ليسَ مُجرّدَ شعورٍ عابرٍ، بل هوَ رحلةٌ طويلةٌ تُحدّدُ بدايةَها الخسارةُ أو الفراقُ، ولا نهايةَ لها إلاّ بقبولٍ يُصاحبهُ الأملُ والشّفاءُ. والدموعُ هنا ليست إلاّ مُرافقةً وفيّةً لهذهِ الرحلةِ، تُشاركُها آلامَها وتُساعدُها على المُضيّ قدُمًا. فلا تُخجلوا من دموعكم، فإنّها جزءٌ من إنسانيتكم، وتُشهدُ على قوّتكم وقدرتكم على الشعور.