الغدرُ والفراقُ جرحانِ عميقانِ ينخرانِ القلبَ رويداً رويداً. الغدرُ يَخلفُ وراءَهُ رمادَ الثقةِ المُتطايرةِ، ويُسقطُ الإنسانَ في هاويةِ اليأسِ والخذلانِ. أما الفراقُ، فيَسلبُكَ جزءاً من روحِكَ، ويُحوّلُ ذكرياتِكَ إلى جراحٍ تنزفُ كلما تذكّرتَ ما فاتَ.
قد يكونُ الفراقُ نتيجةً طبيعيةً لحياةٍ متغيرةٍ، لكنّه يبقى مُؤلماً مهما كانت الأسبابُ. أمّا الغدرُ فمأساةٌ بحدّ ذاتها، فهو خيانةٌ للثقةِ، وخنجرٌ يُغرسُ في ظهرِ من أحببتَ وأمنْتَ به. يُدمّرُ الغدرُ الروابطَ العميقةَ، ويُزرعُ الشكّ والحذرَ في النفسِ.
كلاهما يتركُ ندوباً لا تُمحى بسهولةٍ، وقد ترافقهما مشاعرُ الحزنِ، والأسى، والوحدةِ، والغضبِ، والخيبة. لكنّ الشفاءَ مُمكنٌ، وإنْ استغرقَ وقتاً وجهداً. يجبُ أن نتعلمَ من تجاربِنا المرّةِ، وأن نُبقيَ قلوبَنا مُفتوحةً للأملِ، معَ الحذرِ اللازمِ من الوقوعِ في نفسِ الخطأِ مرةً أخرى. فالحياةُ تستمرّ، والتجاربُ تُنمّي قوتنا وتُعلّمُنا كيفَ نحمي أنفسنا.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |