كان ليلى وطارق صديقين حميمين منذ الصغر، يشاركان كل شيء : ألعابهما، أسرارهما، وحتى وجباتهما الخفيفة. لكن خلافًا بسيطًا حول لعبة كرة القدم، تحوّل إلى جرح عميق في صداقتهما.
كانا يلعبان في حديقة الحي، تنافس طارق بقوة وحماس مفرطين، أصيب ليلى في ساقها نتيجة سقوطها. لم يكن طارق يقصد إصابتها، لكن ليلى شعرت بالإهانة وألقت عليه اللوم بشكل حاد، متهمة إياه بالتهور واللامبالاة. طارق، بدوره، دافع عن نفسه، مُؤكدًا أنه لم يقصد إيذائها، لكن كلماته لم تُخفف من غضب ليلى.
انتهى اللعب، وانفصل الصديقان بغضب، كل منهما متمسكًا برأيه، مُرفضًا الاعتذار. مرت أيام، ثم أسابيع، ولم يتكلما. جلسا وحيدين في الحديقة، كلٌ منهما يراقب الآخر من بعيد، قلوبهم مليئة بالحزن والألم.
في يوم من الأيام، رأت ليلى طارق جالسًا وحيدًا، يقرأ كتابًا. لاحظت عليه علامات الحزن والوحدة، وتذكرت اللحظات الجميلة التي جمعتهما. تذكرت ضحكاتهما المشتركة، وأسرارهما التي كانت تُشاركها معه بكل ثقة.
أخذت نفسًا عميقًا، وقررت التوجه نحوه. جلست بجانبه، وقالت بصوت هادئ: "طارق، أنا آسفة. أنا أعلم أنك لم تقصد إصابتي، لكن غضبي غلبني. أشتاق إليك، إلى أيامنا الجميلة معًا."
لم يتردد طارق، فأخذ يدها، وقال: "أنا أيضًا آسف، ليلى. كنتُ مُبالغًا في حماسي، ولم أُعبر عن أسفي بشكلٍ كافٍ. أشتاق إليك كثيرًا."
احتضنا بعضهما البعض، وغُمرت قلوبهما بالراحة والفرح. فهمّا أن الصداقة الحقيقية تتطلب التسامح، والقدرة على غفران الأخطاء، والتركيز على المشاعر الإيجابية التي تجمعهما.
منذ ذلك اليوم، عاد ليلى وطارق أقوى من ذي قبل، وقد تعلّما درسًا قيّماً عن قيمة الصداقة الحقيقية، وقيمة التسامح في حفظها وتعزيزها. لم ينسيا الحادثة، لكنها أصبحت ذكرى تُذكّرهما بأهمية غفران الأخطاء، والتسامح من أجل حماية علاقاتهما القيّمة.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |