في قرية صغيرة على ضفاف نهر هادئ، عاش صيادٌ عجوزٌ يُدعى أبو سالم. كان أبو سالم ماهراً في صيده، لكنه كان أيضاً بخيلاً شديداً. ذات يوم، بينما كان يصطاد، رأى حمامة جميلة ذات ريش لامع تطير فوق النهر. أحسّ بحقدٍ تجاه جمالها، فقرر أن يصطادها.
حاول أبو سالم مراراً وتكراراً اصطياد الحمامة، لكنها كانت ذكيةً ورشيقةً، تهرب منه ببراعة. استخدم كل حيله، لكن دون جدوى. أخيرًا، خطط لمكيدةٍ جديدة. وضع كمية من الحبوب على قطعة من الخشب ووضعها في النهر. رأت الحمامة الحبوب، ونزلت لتأكلها. وفي لحظةٍ، أمسكها أبو سالم بشبكةٍ صغيرةٍ كان قد أعدها.
فرحتْ الحمامةُ كثيراً، ظنّت أنها ستأكل، لكنها وجدت نفسها أسيراً في يد الصياد البخيل. بدأت تبكي وتترجّاه أن يطلق سراحها، ووعدته بأشياءٍ كثيرةٍ إن فعل. لكن أبو سالم، بقلبه القاسي، لم يُعيرها أي اهتمام. أراد أن يأخذها إلى بيته ويطبخها.
في الطريق إلى المنزل، مرت الحمامة بجانب منزلٍ كبيرٍ وجميل. رأت فتاةً صغيرةً جميلة تجلس على الشرفة. نادت الحمامة الفتاة بصوتٍ ضعيفٍ : "يا فتاة، أنقذي!".
سمعت الفتاة صوت الحمامة، ورأت أبو سالم يحملها. عرفت على الفور أن هذا الرجل بخيل وقاسٍ. أسرعت الفتاة إلى أبو سالم وطلبت منه أن يطلق سراح الحمامة. عرضت عليه أموالاً كثيرة مقابل ذلك.
فكر أبو سالم قليلاً، ثم قبل عرضها، فالمال أهم من الحمامة في نظره. أطلق سراح الحمامة، وأخذ المال من الفتاة.
طارت الحمامة بعيداً، مُعبّرة عن امتنانها للفتاة الكريمة. أما أبو سالم، فلم يفكر إلاّ في المال الذي حصل عليه، دون أن يفكر في قسوة قلبه وجشعه. و هكذا، تعلمت الحمامة دروساً قيّمة عن الخداع والبخل، وتعلّمت الفتاة قيم الكرم والإيثار. وبقي أبو سالم على حاله، بخيلاً قاسياً، يُدرك قيمة المال فقط.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |