في مزرعة خضراء جميلة، عاشت بطة صغيرة اسمها بيلا. كانت بيلا مختلفة عن بقية البط. فريها كان لامعًا بشكل استثنائي، و ريشها ناعم كالحرير، وكانت تعتقد أنها أجمل بطة في العالم كله. كانت بيلا مغرورة جدًا، تنظر بازدراء إلى باقي البط، وترفض اللعب معهم، مفضلة الانعزال والتمتع بجمالها في رأيها.

كانت بيلا تتباهى بجمالها أمام جميع الحيوانات في المزرعة، حتى الدجاجات والماعز لم تسلم من غرورها. كانت تقول لهم : "أنظروا إلى ريشي اللامع، أليس جميلاً؟ أنتم جميعًا قبيحون مقارنة بي!"

ذات يوم، قررت بيلا أن تستعرض جمالها أمام الأوز الكبيرة في البركة. اقتربت منها بخطوات متكبرة، وقالت: "يا أيتها الأوز الكبيرة، أليس من الواضح أني أجمل منكن؟"

ضحكت الأوز بصوت عالٍ، وقالت أكبرهن: "يا عزيزتي بيلا، جمالك سطحي. جمالنا الحقيقي يكمن في قوتنا وقدرتنا على حماية أنفسنا وأولادنا. جمالك لن يحميك من الثعلب أو الصقر."

لم تفهم بيلا كلام الأوز، واستمرت في التفاخر بجمالها. وفي أحد الأيام، ظهر ثعلب ماكر بالقرب من المزرعة. فرّت جميع الحيوانات مذعورة، باستثناء بيلا التي وقفت متجمدة من هول المفاجأة. لم تتمكن من الهروب بسرعة بسبب غرورها وتكبر حجمها.

أمسك الثعلب بيلا بسرعة، وقالت بيلا وهي تبكي: "سامحوني، لقد كنتُ غبية ومغرورة. أرجوكم ساعدوني!"

لكن الثعلب لم يرحمها، وكاد يأكلها حتى جاء المزارع وأخاف الثعلب وأنقذ بيلا.

بعد هذه الحادثة، تغيرت بيلا تمامًا. أدركت أن الجمال الحقيقي ليس في المظهر الخارجي، بل في القلوب الطيبة، والشخصية الكريمة، والصداقة. اعتذرت بيلا لبقية الحيوانات عن غرورها، وأصبحت بطة لطيفة متواضعة تحب الجميع وتلعب معهم، وتعلمت أن الصداقة واللطف أجمل من أي جمال سطحي.