تُعدّ قصة عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما من أجمل القصص في سيرة الصحابة، فهي نموذجٌ يُحتذى به في التمسّك بالدين والتزام السنة النبوية الشريفة. حياته مليئة بالدروس والعبر، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية :

نشأته وإسلامه:

* ولد عبدالله بن عمر في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية بسنوات قليلة.
* نشأ في كنف أبيه عمر بن الخطاب - أحد أعظم الخلفاء الراشدين - وأمه خاتون بنت قيس. ولكنّ نشأته لم تكن سهلة، فقد كان عمر قبل إسلامه شديد العداء للإسلام والمسلمين.
* أسلم عبدالله بن عمر في صغره، ويُروى أنه أسلم وهو ابن 14 عاماً، بعد إسلام أبيه. وبذلك كان من أوائل شباب المسلمين. وكان إسلامه بمثابة دافع قوي له على الالتزام بالدين.

مواقفه وخصاله:

*

التقوى والورع:

تميز عبدالله بن عمر بعبادته الدائمة وتقواه العالية، وكان من أكثر الصحابة حرصاً على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم. يُروى عنه أنه كان يُكثر من الصلاة والصيام وقراءة القرآن الكريم، وكانت عبادته سرّ من أسرار حياته.
*

الحرص على العلم:

كان عبدالله بن عمر يُحب العلم ويطلبه، وكان يُسارع إلى سماع الحديث الشريف من النبي صلى الله عليه وسلم ومن الصحابة الكرام. وقد اشتهر بحفظ السنة النبوية الشريفة ونقلها للأجيال القادمة. يعتبر من كبار رواة الحديث النبوي.
*

الزهد والبعد عن الدنيا:

عاش عبدالله بن عمر حياة بسيطة، متواضعة، متجنباً رفاهية الحياة الدنيا. كان يكتفي بالقليل من المال، ويرفض الكثير من العطايا والمنح.
*

الشجاعة والإقدام:

شارك عبدالله بن عمر في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه، وأظهر شجاعة نادرة في القتال. واستمر في الجهاد في سبيل الله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
*

الوفاء والصدق:

كان عبدالله بن عمر مثالاً للصدق والأمانة، ويُعرف عنه أنه كان صادقاً في كلامه وأفعاله.

حياته بعد وفاة النبي:

* ظلّ عبدالله بن عمر ملتزماً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، وكان من أبرز أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين حافظوا على سنّته ونشروها.
* عاش في عهد الخلفاء الراشدين الأربعة، وكان له دورٌ بارز في الفتوحات الإسلامية وترسيخ دعائم الدولة الإسلامية.
* تميّز بآرائه المتوازنة وحكمته في حلّ المشكلات.
* توفي رحمه الله عام 73هـ عن عمر يناهز 70 عاماً.

خلاصة:

قصة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما هي درسٌ عميق في التمسّك بالإسلام والالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فهو نموذجٌ رائعٌ للصحابي المتقن، الزاهد، العالم، الشجاع، الأمين. حياته تُلهمنا للسعي نحو الكمال والاقتداء بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.