سيمفونيات بيتهوفن هي من أهم الأعمال في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية، وتمثل قمة الإنجاز في هذا النوع الموسيقي. تتكون من تسع سيمفونيات، كل منها تحمل طابعًا فريدًا وتُظهر تطورًا ملحوظًا في أسلوب بيتهوفن على مر السنين. نتعرف عليها كالتالي :

*

السمفونيات الأولى والثانية والثالثة:

تُظهر هذه السمفونيات تأثير هايدن وموزارت، لكن مع لمسة بيتهوفنية مميزة تتجلى في القوة العاطفية والابتكار في البنية. تُعتبر السمفونية الثالثة ("إيرويكا") نقلة نوعية، حيث كسرت القوالب التقليدية بطولها وتعبيرها الدرامي العميق.

*

السمفونيات الرابعة والخامسة والسادسة:

تتميز هذه السمفونيات بتنوعها، من الرقة والنعومة في السمفونية الرابعة، إلى الطاقة الهائلة والغموض في الخامسة ("مصير")، وصولًا إلى البهجة والهدوء في السادسة ("الرعوية"). تُعتبر السمفونية الخامسة من أشهر الأعمال الموسيقية على الإطلاق، بافتتاحيتها الشهيرة التي تُجسّد الصراع والكفاح.

*

السمفونيات السابعة والثامنة والتاسعة:

تُظهر هذه السمفونيات نضج بيتهوفن الفني وعمق تعبيره. السمفونية السابعة تُعرف بحيويتها وقوتها الراقصة، بينما تُعتبر الثامنة أكثر هدوءًا وانعكاسًا. أما السمفونية التاسعة فهي عمل فريد من نوعه، حيث تُدمج الموسيقى مع كلمات شيللر في الجزء الأخير (أودية الفرح)، مُشكّلةً تجربة موسيقية عاطفية عميقة ومعنوية قوية.

بشكل عام، تُعتبر سيمفونيات بيتهوفن تحفة فنية تعكس تطور أسلوبه الموسيقي، وعمق مشاعره، وإبداعه الفذّ الذي أثر بشكلٍ كبير في تاريخ الموسيقى. كل سيمفونية تحكي قصة وتُجسد مزيجًا فريدًا من العاطفة، والقوة، والجمال.