تلعب الأسرة دورًا محوريًا في عملية التنشئة الاجتماعية، فهي تُعدّ أولى المؤسسات التي يتفاعل معها الفرد، وتؤثر بشكل كبير في تشكيل شخصيته وسلوكه وقيمه ومعتقداته. يمكن تلخيص دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية بالنقاط التالية :

1. نقل القيم والمعتقدات الثقافية:

*

نقل اللغة والثقافة:

تُعلّم الأسرة أفرادها لغتهم الأم، وتُعرّفهم بثقافتهم، وتُورثهم تقاليدهم وعاداتهم الاجتماعية.
*

تشكيل الهوية الشخصية:

تساعد الأسرة في بناء هوية الفرد، من خلال تعريفه بنسبه وعشيرته وأصوله، مما يساهم في بناء شعوره بالانتماء والهوية.
*

غرس القيم الأخلاقية والدينية:

تُعلّم الأسرة أفرادها القيم الأخلاقية والدينية السائدة في مجتمعها، كالأمانة والصدق والاحترام والتعاون، مما يُشكل أساس سلوكه وتفاعله مع الآخرين.

2. توفير الدعم النفسي والاجتماعي:

*

الحماية والأمان:

تُقدم الأسرة بيئة آمنة ومستقرة لأفرادها، تحميهم من المخاطر وتُشعِرهم بالحب والانتماء.
*

التعزيز النفسي:

تُعزز الأسرة ثقة أفرادها بأنفسهم، وتدعمهم في مواجهة التحديات، وتُشجعهم على تحقيق أهدافهم.
*

التفاعل الاجتماعي الأولي:

تُعلّم الأسرة أفرادها كيفية التفاعل مع الآخرين، وكيفية بناء علاقات اجتماعية صحية.

3. تعلم المهارات الأساسية للحياة:

*

المهارات الاجتماعية:

تُعلّم الأسرة أفرادها المهارات الاجتماعية الأساسية، كالتواصل الفعال، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات.
*

المهارات الحياتية:

تُعلّم الأسرة أفرادها المهارات الحياتية الضرورية، كالاكتفاء الذاتي، وإدارة الوقت، والنظافة الشخصية.
*

المسؤولية:

تُعلّم الأسرة أفرادها تحمل المسؤولية، والالتزام بالواجبات، والانضباط.

4. التحكم في السلوك:

*

وضع القواعد والحدود:

تضع الأسرة قواعد وسلوكيات محددة لأفرادها، وتُعلّمهم كيفية الالتزام بها.
*

التوجيه والإرشاد:

تُوجه الأسرة أفرادها وتُرشدهم، وتُصحّح سلوكياتهم الخاطئة.
*

العقاب والثواب:

تُستخدم الأسرة آليات العقاب والثواب لتشجيع السلوكيات الإيجابية وتصحيح السلوكيات السلبية.

لكن دور الأسرة ليس كاملًا ومطلقًا:

يُؤثر العديد من العوامل الأخرى في عملية التنشئة الاجتماعية، مثل المدرسة، والأصدقاء، ووسائل الإعلام. كما أن فعالية دور الأسرة تتأثر بعوامل متعددة، منها: مستوى تعليم الوالدين، وضعهما الاقتصادي، ونمط تربية الأبناء، والظروف الاجتماعية والثقافية المحيطة. ولذلك، يُعدّ التعاون بين الأسرة والمؤسسات الأخرى أمرًا ضروريًا لضمان نجاح عملية التنشئة الاجتماعية.