نشأة قناة السويس قصة طويلة ومعقدة، تمتد عبر قرون من الأحلام والمشاريع الفاشلة قبل أن تتحول إلى حقيقة. إليك ملخص لتلك القصة :

الأفكار المبكرة:

الفكرة الأساسية لربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط عبر مصر ليست حديثة. فقد طرحت أفكار مشابهة في العصور القديمة، حتى أن الفراعنة حاولوا حفر قنوات صغيرة لكنها لم تكن عميقة أو واسعة بما يكفي للسفن. خلال العصر الروماني، تمت محاولات مماثلة، لكنها لم تكلل بالنجاح أيضاً.

الحملات الاستكشافية والمسوحات:

خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بدأت تظهر دراسات جدية أكثر حول إمكانية بناء قناة. قام العديد من المستكشفين والمهندسين بإجراء مسوحات وتقييمات للتضاريس والظروف الجغرافية في المنطقة.

فرنسوا ليسيبس ودوره المحوري:

يُعتبر فرنسوا ليسيبس، مهندس فرنسي، الشخصية الرئيسية في بناء قناة السويس. نجح ليسيبس في الحصول على امتياز من الخديوي إسماعيل، حاكم مصر آنذاك، لبناء القناة عام 1854. وقد أسس شركة قناة السويس العالمية لتمويل وتنفيذ المشروع، وقد شاركت العديد من الدول الأوروبية في تمويله.

التحديات والتنفيذ:

واجه بناء القناة العديد من التحديات، منها:

*

التحديات الهندسية:

كان العمل يتطلب حفر كميات هائلة من التربة والصخور، في ظل ظروف مناخية قاسية.
*

التحديات اللوجستية:

كان نقل المعدات والعمال إلى موقع البناء عملية معقدة.
*

التحديات الصحية:

انتشار الأمراض المعدية بين العمال كان مصدر قلق كبير.

الافتتاح والتشغيل:

تم افتتاح قناة السويس رسمياً في 17 نوفمبر 1869، في احتفال ضخم حضره العديد من الشخصيات المهمة من جميع أنحاء العالم. وبدأت القناة تعمل رسميًا، مما سهل التجارة العالمية بشكل كبير، وقصر زمن رحلات السفن بين أوروبا وآسيا بشكل ملحوظ.

التأميم:

بعد سنوات من الجدل حول ملكية القناة، قامت الحكومة المصرية بتأميم قناة السويس عام 1956، ما أدى إلى أزمة دولية تعرف باسم أزمة السويس.

باختصار، قصة قناة السويس هي قصة طموح بشري، وعمل دؤوب، وتحديات كبيرة، وإنجاز هائل غير مسار التجارة العالمية إلى الأبد.