## لوحةٌ فنيةٌ اسمها الطبيعة

تُعدّ الطبيعة لوحةً فنيةً إلهيةً، تتغير ألوانها بتغير الفصول، وتتبدّل معالمها بتبدّل الأوقات. ففي الصباح، تشرق الشمس ككرة من الذهب، تُضيء الأرض بوهجها الذهبي، تُذيب الضباب، وتُظهر الندى المتلألئ على أوراق الأشجار كجواهر صغيرة. تهب نسمةٌ هوائيةٌ لطيفةٌ، تحمل معها رائحة الزهور العطرية، وترسم في السماء لوحةً من السحب البيضاء الناعمة. تغرد الطيورُ بألحانٍ جميلة، تُعلن عن بداية يومٍ جديدٍ مليء بالحياة والنشاط.

أما في المساء، فتُلوّن الشمسُ السماء بألوانٍ خلابة، تتراوح بين الأحمر والبرتقالي والأصفر، كأنها تُودّعنا بلونٍ فريدٍ لا يُكرّر. يُغطي الظلامُ الأرضَ تدريجياً، ويُحلّ محلّ ضوء الشمس ضوء القمر الهادئ، الذي يُضيء الطريقَ للنجوم المتلألئة في سماءٍ سوداءٍ عميقة. يُسمع صوتُ الليل، صوتُ الحشراتِ والضفادعِ، يُشكّلُ لحنًا هادئًا يُريحُ النفسَ.

وتتنوع الطبيعةُ بين الجبال الشاهقة التي تُخترقُ السماءَ، والوديان الخضراءَ التي تُكسوها النباتاتُ والأشجارُ، والبحارِ والمحيطاتِ التي تُغطي مساحاتٍ شاسعةً من الكرة الأرضية، مع أمواجها المتلاطمةِ التي تُصدرُ أصواتًا مُهدّئةً. وكلّ ذلك يُشكّلُ منظومةً متكاملةً، تُعكسُ جمالَ الخالقِ وعظمته.

تُلهمنا الطبيعةُ الإبداعَ والجمالَ، وتُطهرُ أرواحَنا من ضغوطات الحياة، فجلوسنا وسط الخضرة، أو الاستماعُ لأصواتِ الأمواج، أو مُشاهدةُ غروب الشمس، كلُّ ذلك يُساهمُ في التخفيفِ من التوترِ والقلقِ، ويُعيدُ لنا التوازنَ النفسي. لذلك، علينا الحفاظُ على هذهِ النعمةِ الإلهية، وحمايتها من التلوثِ والتدمير، لنعيشَ في بيئةٍ صحيةٍ ونقيةٍ، ونُورثها للأجيالِ القادمة.