الذاكرة في علم النفس مجال واسع ومعقد يدرس كيفية تخزين المعلومات واسترجاعها ومعالجتها. لا يوجد تعريف واحد شامل للذاكرة، لكن يمكن وصفها بشكل عام بأنها القدرة على ترميز، تخزين، واسترجاع المعلومات والخبرات. وتنقسم الذاكرة إلى عدة أنواع، بناءً على مدة التخزين وطريقة معالجة المعلومات :

أنواع الذاكرة:

*

الذاكرة الحسية (Sensory Memory):

هي أسرع أنواع الذاكرة، وتخزن المعلومات الحسية لفترة زمنية قصيرة جدًا (جزء من الثانية إلى بضع ثوانٍ). وهي تعمل كمسجل مؤقت للمعلومات الحسية قبل معالجتها. تنقسم إلى:
*

ذاكرة الأيقونية (Iconic Memory):

خاصة بالمعلومات البصرية.
*

ذاكرة الصدى (Echoic Memory):

خاصة بالمعلومات السمعية.


*

الذاكرة قصيرة المدى (Short-Term Memory - STM) / الذاكرة العاملة (Working Memory):

تخزن المعلومات لفترة أطول قليلاً من الذاكرة الحسية (بضع ثوانٍ إلى دقائق)، ولكن سعتها محدودة (حوالي 7 ± 2 عناصر). الذاكرة العاملة هي نموذج أكثر تطوراً، وهي لا تقتصر على تخزين المعلومات فقط بل تُعالجها وتُستخدمها في المهام المعرفية مثل حل المشكلات واتخاذ القرارات.


*

الذاكرة طويلة المدى (Long-Term Memory - LTM):

تخزن المعلومات لفترة طويلة جدًا، وقد تبقى لسنوات أو مدى الحياة. سعتها غير محدودة تقريبًا. وتنقسم إلى:
*

الذاكرة التصريحية (Declarative Memory):

الذاكرة الواعية التي يمكن استرجاعها بشكل متعمد. تنقسم إلى:
*

الذاكرة السيرية (Episodic Memory):

تخزن الذكريات الشخصية والأحداث التي مررنا بها.
*

الذاكرة الدلالية (Semantic Memory):

تخزن المعلومات والمعارف العامة عن العالم.
*

الذاكرة غير التصريحية (Nondeclarative Memory):

الذاكرة اللاواعية التي لا يمكن استرجاعها بشكل متعمد. وتشمل:
*

الذاكرة الإجرائية (Procedural Memory):

تخزن المهارات الحركية والإجراءات، مثل ركوب الدراجة أو العزف على آلة موسيقية.
*

التهيئة (Priming):

تسهيل معالجة المعلومات بناءً على التعرض السابق لها.
*

التكيّف (Classical Conditioning):

الاستجابات المتعلقة بالتعلم الشرطي.

عمليات الذاكرة:

*

الترميز (Encoding):

تحويل المعلومات إلى صيغة قابلة للتخزين في الذاكرة.
*

التخزين (Storage):

احتفاظ المعلومات في الذاكرة.
*

الاسترجاع (Retrieval):

استعادة المعلومات المخزنة في الذاكرة.

العوامل المؤثرة على الذاكرة:

*

الانتباه:

يؤثر مستوى الانتباه على فعالية ترميز المعلومات.
*

التكرار:

يُعزز التكرار من تثبيت المعلومات في الذاكرة.
*

الربط:

ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات الموجودة يُحسّن من عملية التخزين.
*

العواطف:

تؤثر المشاعر بقوة على عملية الترميز والتخزين والاسترجاع.
*

النوم:

النوم يلعب دوراً مهماً في توطيد الذكريات.
*

الشيخوخة:

تتأثر الذاكرة مع التقدم في السن.
*

الأمراض:

بعض الأمراض قد تؤثر على وظائف الذاكرة.


هذا شرح عام لموضوع واسع ومعقد، ويوجد العديد من النظريات والنماذج المختلفة التي تحاول شرح آليات عمل الذاكرة. و مجال البحث في الذاكرة مستمر في التطور والتوسع.