مفهوم الذات في علم النفس هو فهم الفرد لنفسه، بما في ذلك معتقداته، ومشاعره، وقيمه، وعلاقاته مع الآخرين. وهو ليس مجرد صورة عاكسة للواقع، بل هو بناء نفسي متطور يتشكل عبر التفاعلات الاجتماعية والخبرات الشخصية طوال الحياة. يمكن تقسيم مفهوم الذات إلى عدة أبعاد :

*

مفهوم الذات المعرفي (Cognitive Self):

يشمل المعرفة الذاتية، أي ما يعرفه الفرد عن نفسه من خصائص شخصية، قدرات، مهارات، عيوب، ومواطن قوة. هذا البعد يركز على "من أنا؟" من حيث الصفات والسمات.

*

مفهوم الذات العاطفي (Affective Self):

يشمل المشاعر والانفعالات المرتبطة بمفهوم الذات، مثل تقدير الذات، رضا الذات، والثقة بالنفس. هذا البعد يركز على "كيف أشعر تجاه نفسي؟"

*

مفهوم الذات السلوكي (Behavioral Self):

يشمل كيفية تصرف الفرد بناءً على مفهومه عن نفسه. هذا البعد يركز على "كيف أتصرف بناءً على فهمي لنفسي؟"

العوامل المؤثرة على تكوين مفهوم الذات:

*

التفاعلات الاجتماعية:

تفاعلات الفرد مع عائلته، أصدقائه، ومعلميه، ومجتمعه تؤثر بشكل كبير على مفهومه عن نفسه. التغذية الراجعة الإيجابية والسلبية التي يتلقاها من الآخرين تشكل تصوره لذاته.

*

الخبرات الشخصية:

النجاحات والإخفاقات، التحديات التي يتغلب عليها الفرد، والخبرات المؤلمة كلها تساهم في تشكيل مفهوم الذات.

*

المقارنة الاجتماعية:

يميل الأفراد إلى مقارنة أنفسهم بالآخرين لفهم مكانتهم الاجتماعية وتقييم قدراتهم.

*

الثقافة:

تؤثر الثقافة على القيم والمعايير التي يستخدمها الأفراد لتقييم أنفسهم.

أهمية مفهوم الذات:

يمثل مفهوم الذات أساسًا للصحة النفسية والرفاهية. مفهوم الذات الإيجابي يساهم في:

*

زيادة الثقة بالنفس:

يساعد الفرد على مواجهة التحديات والتعامل مع الضغوط.
*

تحقيق الذات:

يساعد الفرد على تحديد أهدافه وتطلعاته والعمل على تحقيقها.
*

بناء علاقات صحية:

يساعد الفرد على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين.
*

التكيف مع المواقف الجديدة:

يساعد الفرد على التكيف مع التغيرات والظروف الجديدة.

أما مفهوم الذات السلبي فيرتبط بالعديد من المشاكل النفسية، مثل الاكتئاب، القلق، وانعدام الثقة بالنفس.


باختصار، مفهوم الذات هو مفهوم معقد ومتطور، يشكل جوهر هوية الفرد وله تأثير كبير على جميع جوانب حياته. فهم هذا المفهوم يساعد على فهم سلوك الأفراد وتفاعلاتهم مع العالم من حولهم.