الانفصال العاطفي في علم النفس هو حالة يتم فيها منع الشخص من التعبير عن مشاعره أو تجربتها بشكل صحي. وهو ليس مجرد قمع للمشاعر، بل هو نمط سلوكي أعمق وأكثر تعقيدًا يتضمن تجنب المشاعر، وتثبيطها، أو نفيها بشكل كامل. يُمكن أن يؤثر هذا النمط على العلاقات الشخصية، الصحة النفسية، والرفاهية العامة.

أعراض الانفصال العاطفي :

*

صعوبة في التعرف على المشاعر:

يجد الشخص صعوبة في تحديد ووصف مشاعره، حتى تلك الأساسية كالسعادة والحزن والغضب.
*

قمع المشاعر:

بدلاً من مواجهة المشاعر، يقوم الشخص بتجاهلها أو دفنها عميقًا.
*

التعبير عن المشاعر بطرق غير صحية:

قد يتحول قمع المشاعر إلى سلوكيات مدمرة مثل الإدمان، العدوانية، أو الانسحاب الاجتماعي.
*

اللامبالاة العاطفية:

يظهر الشخص عدم اهتمام واضح بالآخرين وحتى بنفسه.
*

علاقات سطحية:

يجد الشخص صعوبة في بناء علاقات حميمة ووثيقة بسبب عدم قدرته على التعبير عن مشاعره.
*

عدم الثقة بالنفس:

غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين يعانون من الانفصال العاطفي من انخفاض تقدير الذات.
*

نقص التعاطف:

يصعب عليهم فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم.
*

التفكير المنفصل عن المشاعر:

يُفكر الشخص بشكل منطقي وعقلاني فقط دون ربط أفكاره بمشاعره.

أسباب الانفصال العاطفي:

*

الطفولة المؤلمة:

مثل الإهمال العاطفي، الإساءة، أو عدم الاستجابة العاطفية من الوالدين أو مقدمي الرعاية.
*

الخوف من الضعف:

يعتقد الشخص أن إظهار مشاعره يجعله ضعيفًا أو معرضًا للأذى.
*

المعتقدات السلبية:

مثل الاعتقاد بأن المشاعر سلبية أو غير مرغوبة.
*

الضغوط النفسية:

قد يؤدي التعرض لضغوط شديدة إلى آليات دفاعية تتضمن الانفصال العاطفي.
*

الاضطرابات النفسية:

بعض الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الشخصية الحدية أو اضطراب ما بعد الصدمة، قد ترتبط بالانفصال العاطفي.

علاج الانفصال العاطفي:

يتطلب علاج الانفصال العاطفي جهودًا كبيرة ومعالجة الأسباب الكامنة وراءه. تتضمن أساليب العلاج:

*

العلاج النفسي:

مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والعلاج النفسي الديناميكي. يساعد العلاج على تحديد وتغيير أنماط التفكير السلبية والسلوكيات الضارة.
*

العلاج الجماعي:

يمكن أن يكون مفيدًا لتبادل التجارب والدعم مع الآخرين الذين يعانون من مشاكل مماثلة.
*

التأمل والوعي الذاتي:

يساعد على زيادة الوعي بالمشاعر وتنظيمها.
*

ممارسة تقنيات الاسترخاء:

مثل التنفس العميق واليوجا.


من المهم أن نذكر أن الانفصال العاطفي ليس حالة سهلة العلاج، ويستلزم التزامًا بالعمل على الذات والبحث عن دعم احترافي. التواصل مع معالج نفسي مؤهل هو الخطوة الأولى نحو الشفاء.