مرحلة المراهقة في علم النفس تُعرف بأنها فترة انتقالية معقدة تمتدّ عادةً من سنّ 10 إلى 19 عامًا، وتُعتبر فترةً حاسمة في تطور الفرد. تتميز هذه المرحلة بعدة تغيرات جسدية ونفسية واجتماعية، وكل منها يؤثر بشكل كبير على الآخر. لا يمكن حصرها في تعريف واحد، إذ تختلف تجربة المراهقة اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر بناءً على عوامل ثقافية واجتماعية وبيئية فردية.

التغيرات الجسدية :

*

البلوغ:

تتميز هذه المرحلة ببداية البلوغ، مع تغيرات هرمونية كبيرة تؤدي إلى النمو السريع، وتطور الخصائص الجنسية الثانوية (مثل نمو الشعر، وتغيرات الصوت، وتطور الثديين). هذه التغيرات الجسدية السريعة قد تسبب خلطًا وانزعاجًا لدى المراهق.
*

التغيرات الجسدية المفاجئة:

قد يصاحب هذه التغيرات شعور بعدم الراحة، وعدم الثقة بالنفس، ورغبة في التحكم في المظهر الجسدي.

التغيرات النفسية:

*

تطور الهوية:

يبدأ المراهق في البحث عن هويته، وقيمه، ومعتقداته، ويسعى لفهم مكانه في العالم. قد يتجلى هذا في تجربة أدوار اجتماعية مختلفة، والبحث عن مجموعات انتماء.
*

التفكير المجرد:

تتطور قدرات التفكير المجرد والتفكير النقدي، مما يسمح للمراهق بالتفكير في الاحتمالات، والتخطيط للمستقبل، وفحص القيم والمعتقدات.
*

زيادة الاستقلالية:

يرغب المراهق في زيادة استقلاليته عن الوالدين، وقد يظهر هذا في التمرد، والتحدي للسلطة، والبحث عن الحرية.
*

تقلب المزاج:

تُعرف هذه المرحلة بتقلبات المزاج المفاجئة والشديدة، وهي مرتبطة بالتغيرات الهرمونية وتطور دماغ المراهق.
*

زيادة الوعي بالذات:

يصبح المراهق أكثر وعيًا بذاته، ومشاعره، وجسده، مما قد يؤدي إلى زيادة القلق، والاكتئاب، أو مشاكل في احترام الذات.

التغيرات الاجتماعية:

*

العلاقات مع الأقران:

تزداد أهمية العلاقات مع الأقران في هذه المرحلة، حيث يبحث المراهق عن الانتماء والقبول الاجتماعي.
*

العلاقات مع العائلة:

تتغير العلاقة مع العائلة، وقد تحدث صراعات بسبب الرغبة في الاستقلالية.
*

الضغوط الاجتماعية:

يتعرض المراهقون للعديد من الضغوط الاجتماعية، مثل الضغط الأكاديمي، والضغط من الأقران، والضغط المتعلق بالمظهر الجسدي.

المشاكل النفسية الشائعة في مرحلة المراهقة:

*

الاكتئاب:

يُعد الاكتئاب من المشاكل النفسية الشائعة في مرحلة المراهقة.
*

القلق:

يُعتبر القلق أيضًا مشكلة شائعة، وقد يأخذ أشكالًا مختلفة مثل القلق الاجتماعي، أو اضطراب الهلع.
*

اضطرابات الأكل:

قد تعاني بعض المراهقات من اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي.
*

إدمان المخدرات:

يُعد تعاطي المخدرات من المشاكل الخطيرة التي قد تواجه المراهقين.
*

السلوكيات الانتحارية:

في بعض الحالات، قد يفكر المراهقون في الانتحار، لذا من المهم الانتباه لأي علامات تحذيرية.

دور الكبار في دعم المراهقين:

يحتاج المراهقون إلى دعم وتفهم من الكبار، ويشمل ذلك:

*

التواصل المفتوح:

يجب على الكبار تشجيع التواصل المفتوح مع المراهقين، والاستماع إلى مخاوفهم واحتياجاتهم.
*

الوضع حدود واضحة:

من المهم وضع حدود واضحة ومناسبة مع مراعاة حاجة المراهق إلى الاستقلالية.
*

التعاطف والفهم:

يجب على الكبار أن يكونوا متعاطفين مع المراهقين، وفهمًا لتجاربهم.
*

البحث عن المساعدة المهنية عند الضرورة:

إذا واجه المراهق مشاكل نفسية أو سلوكية، فيجب البحث عن المساعدة المهنية من أخصائي نفسي أو طبيب نفسي.


باختصار، مرحلة المراهقة فترة حاسمة في تطور الفرد، تتطلب فهمًا عميقًا للتغيرات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تمر بها. الدعم والتفهم من العائلة والمجتمع ضروريان لمساعدة المراهقين على اجتياز هذه المرحلة بنجاح.