مدرسة التحليل النفسي هي نهج نفسي عميق الجذور، نشأ مع سيغموند فرويد، ويركز على فهم العقل الباطن ودوره في تشكيل السلوك والشخصية. لا تُعتبر مدرسة واحدة متجانسة، بل تتفرّع إلى العديد من المدارس الفرعية التي تتفق على بعض المفاهيم الأساسية لكنها تختلف في التفاصيل والتركيز.

إليك بعض الجوانب الرئيسية لمدرسة التحليل النفسي :

*

الأهمية المركزية للعقل الباطن:

يعتقد التحليليون النفسيون أن الكثير من دوافعنا وسلوكياتنا مدفوعة بعوامل لا واعية، مخزنة في العقل الباطن. هذه العوامل قد تكون ذكريات مؤلمة، رغبات مكبوتة، أو صراعات غير مُحَسَّلَة من مرحلة الطفولة.

*

دور الطفولة في تشكيل الشخصية:

يُؤكّد التحليل النفسي على الأثر البالغ للخبرات المبكرة في الطفولة، خاصةً العلاقات مع الوالدين، في تشكيل بنية الشخصية والنمط السلوكي للفرد.

*

آليات الدفاع:

تُستخدم آليات الدفاع، وهي استراتيجيات لا واعية، لحماية الذات من المشاعر المؤلمة أو المخيفة. بعض الأمثلة على ذلك: الإنكار، الإسقاط، القمع.

*

التفسير الأحلام:

تُعتبر الأحلام نافذة على العقل الباطن، حيث تظهر الرغبات والمخاوف المكبوتة بشكل رمزي.

*

العلاج النفسي التحليلي:

يهدف العلاج النفسي التحليلي إلى استكشاف العقل الباطن من خلال تقنيات مثل:
*

التحليل الحر:

حيث يُشجّع المريض على التعبير عن أفكاره ومشاعره بحرية دون رقابة.
*

تفسير الأحلام:

للكشف عن المعاني الرمزية للأحلام.
*

تحليل انتقال:

فهم ديناميكيات العلاقة بين المريض والمعالج كنموذج للعلاقات السابقة في حياة المريض.

المدارس الفرعية للتحليل النفسي:

تطورت مدارس فرعية عديدة عن أفكار فرويد، منها:

*

التحليل النفسي الأناي:

يركز على وظيفة "الأنا" (الجزء الواعي من الشخصية) في التوفيق بين "الهو" (الدوافع الغريزية) و "الأنا العليا" (المثل العليا والقيم الأخلاقية).
*

التحليل النفسي النفسي-اجتماعي:

يُشدّد على دور العوامل الاجتماعية والثقافية في تشكيل الشخصية.
*

التحليل النفسي الذاتي:

يركز على تجربة الذات والعلاقة بين الذات والآخر.

باختصار، مدرسة التحليل النفسي هي نهج معقد وغني يُعنى بفهم النفس البشرية من خلال استكشاف العقل الباطن، ودور الطفولة، وآليات الدفاع، وتأثير العلاقات البشرية على الصحة النفسية. على الرغم من انتقاداتها، إلا أنها تركت أثراً عميقاً في علم النفس والعلاج النفسي.