النظرية السلوكية، أو علم النفس السلوكي، هي مدرسة فكرية في علم النفس تُركز على السلوكيات المُلاحَظَة والمُقاسَة، بدلاً من العمليات العقلية الداخلية مثل الأفكار والمشاعر. تؤمن هذه النظرية بأن السلوكيات تكتسب وتُعدّل من خلال التفاعل مع البيئة، وتُشكلها بشكل أساسي العمليات التكيّفية التي تتضمن :

*

التكيّف:

تعديل السلوكيات استجابةً للمثيرات البيئية.
*

التعلم:

اكتساب سلوكيات جديدة أو تعديل سلوكيات قائمة من خلال التجارب.

تعتمد النظرية السلوكية بشكل كبير على مبادئ

التكييف الكلاسيكي

و

التكييف الأداتي

(أو الشرطي).

*

التكييف الكلاسيكي (التكييف الشرطي):

وهو نوع من التعلم يُربط فيه مُثير محايد بمُثير آخر يُنتج استجابة طبيعية. فمثلاً، ربط جرس الطعام (المُثير المحايد) بالطعام (المُثير الطبيعي) يُنتج رد فعل اللعاب (الاستجابة الطبيعية)، ومع التكرار، يُنتج الجرس وحده رد فعل اللعاب (استجابة مُكتسبة).

*

التكييف الأداتي (التكييف الشرطي):

وهو نوع من التعلم يُقوّي فيه السلوكيات المرغوبة من خلال المكافآت ويُضعف السلوكيات غير المرغوبة من خلال العقوبات. على سبيل المثال، مكافأة الطفل على تنظيف غرفته تُشجعه على تكرار هذا السلوك، بينما عقاب الطفل على شقاوته يُقلل من احتمال تكراره.

النقاط الرئيسية للنظرية السلوكية:

*

التركيز على السلوك المُلاحَظ:

يهتم بما يفعله الشخص، وليس بما يفكر فيه أو يشعر به.
*

دور البيئة:

يؤمن بدور البيئة الرئيسي في تشكيل السلوك.
*

التعلم من خلال التجربة:

يعتبر التعلم عملية تكيّفية تعتمد على التفاعلات مع البيئة.
*

إمكانية تعديل السلوك:

يُعتقد أنه يمكن تعديل السلوكيات غير المرغوبة من خلال تقنيات علاجية سلوكية.

الانتقادات الموجهة للنظرية السلوكية:

*

إهمال العوامل المعرفية والعاطفية:

تُنتقد النظرية السلوكية لإهمالها للأفكار والمشاعر والعمليات المعرفية الداخلية التي تؤثر على السلوك.
*

التبسيط المفرط للبشر:

تعتبر بعض الانتقادات أن النظرية السلوكية تُبسّط بشكل مفرط تعقيد السلوك البشري.
*

صعوبة تعميم النتائج:

قد يصعب تعميم النتائج المُستخلصة من التجارب على الحيوانات على البشر.

مع ذلك، تُعتبر النظرية السلوكية مُساهمة مهمة في علم النفس، وقد أثرت بشكل كبير على طرق العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يُدمج مبادئ السلوك مع العمليات المعرفية.