الأنثروبولوجيا الطبيعية (Biocultural Anthropology) هي فرع من الأنثروبولوجيا يدرس التفاعل المعقد بين البيولوجيا والثقافة في تشكيل الإنسان وتطوره. لا يركز هذا الفرع فقط على الجوانب البيولوجية للإنسان (مثل الجينات والوراثة والتطور)، ولا فقط على الجوانب الثقافية (مثل العادات والتقاليد والاجتماع)، بل يدرس كيف تتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض لتشكيل تجربة الإنسان.

بمعنى آخر، تهتم الأنثروبولوجيا الطبيعية بفهم كيف تؤثر الثقافة على البيولوجيا، وكيف تؤثر البيولوجيا على الثقافة. بعض الأمثلة على هذا التفاعل :

*

التأثيرات الغذائية والثقافية على الصحة:

كيف تؤثر العادات الغذائية (ثقافة) على صحة الأفراد (بيولوجيا)، وكيف تؤثر الأمراض (بيولوجيا) على المعتقدات الثقافية المتعلقة بالصحة والمرض.
*

التأثيرات البيئية على التطور البشري:

كيف أثرت التغيرات البيئية على تطور الإنسان، وكيف أثرت استراتيجيات البقاء على قيد الحياة التي طورها الإنسان (ثقافة) على بيولوجيته.
*

الوراثة الثقافية:

كيف تنتقل المعارف والمهارات والثقافات عبر الأجيال، وكيف تؤثر هذه الانتقالات على التطور الجيني والسلوك البشري.
*

التأثيرات الاجتماعية على الصحة الإنجابية:

كيف تؤثر العوامل الاجتماعية والثقافية (مثل الزواج المبكر، والوصول إلى الرعاية الصحية) على الصحة الإنجابية للنساء (بيولوجيا).

باختصار، الأنثروبولوجيا الطبيعية تقدم منظورًا متكاملًا لفهم الإنسان، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل التي تسهم في تشكيله، بدلاً من معالجة الجوانب البيولوجية والثقافية بشكل منفصل. فهي مجال متعدد التخصصات، يجمع بين أساليب الأنثروبولوجيا البيولوجية والثقافية، بالإضافة إلى علم الوراثة، وعلم الأحياء، وعلم البيئة، وغيرها من التخصصات ذات الصلة.