ظاهرة الحيود (Diffraction) هي ظاهرة فيزيائية تحدث عندما تنتشر الموجات (مثل الموجات الضوئية، الصوتية، أو موجات الماء) عند مواجهة عقبة أو فتحة. بدلاً من السير في خط مستقيم، تنحرف الموجات حول الحواف وتنتشر في المنطقة خلف العقبة أو الفتحة. يُلاحظ هذا الانحراف بشكل واضح عندما يكون حجم العقبة أو الفتحة قابل للمقارنة مع طول الموجة.

العوامل المؤثرة على الحيود :

*

طول الموجة (λ):

كلما كان طول الموجة أكبر، زاد الحيود. الأطوال الموجية الطويلة (مثل موجات الراديو) تُظهر حيودًا أكبر من الأطوال الموجية القصيرة (مثل الضوء المرئي).
*

حجم العقبة أو الفتحة (a):

كلما كان حجم العقبة أو الفتحة أصغر، زاد الحيود.
*

المسافة بين المصدر والعقبة/الفتحة:

تزداد شدة الحيود كلما زادت المسافة بين المصدر والعقبة أو الفتحة.
*

نوع الموجة:

تختلف شدة الحيود حسب نوع الموجة (ضوء، صوت، ماء، إلخ).

أمثلة على ظاهرة الحيود:

*

انتشار الضوء من خلال فتحة ضيقة:

إذا سُلط شعاع ضوء على فتحة ضيقة جدًا، فلن يمر الضوء بشكل مستقيم بل سينتشر على شكل نمط من الأشرطة المضيئة والداكنة.
*

انتشار الموجات الصوتية حول الزوايا:

يُمكننا سماع الصوت من مصدر يقع خلف جدار لأن الموجات الصوتية تُحيد حول الجدار.
*

عملية تكوين قوس قزح:

ينتج قوس قزح عن حيود الضوء عند مروره عبر قطرات الماء في الغلاف الجوي.
*

عملية قراءة الأقراص المدمجة (CD) و الأقراص الرقمية متعددة الاستخدامات (DVD):

تعتمد هذه الأقراص على حيود الضوء لقراءة البيانات المخزنة عليها.
*

المجاهر الإلكترونية:

تستخدم المجاهر الإلكترونية حيود الإلكترونات لدراسة المواد على مستوى الذرات.

الفرق بين الحيود والتداخل:

على الرغم من ارتباطهما الوثيق، إلا أن هناك فرقًا بين الحيود والتداخل. يحدث

الحيود

عندما تنحرف الموجة حول عقبة، بينما يحدث

التداخل

عندما تتداخل موجتان أو أكثر، مكونةً نمطًا من التداخل البناء (زيادة الشدة) والتداخل الهدام (انخفاض الشدة). غالباً ما يرافق الحيود التداخل، فالموجات التي تنحرف حول عقبة تتداخل فيما بينها.


باختصار، ظاهرة الحيود هي ظاهرة أساسية في الفيزياء تُظهر سلوك الموجات عند مواجهة عوائق أو فتحات، وتلعب دورًا هامًا في العديد من التطبيقات العلمية والتكنولوجية.