الضوء المستقطب هو ضوء اهتزازاته الكهرومغناطيسية تتذبذب في مستوى واحد فقط، على عكس الضوء العادي (غير المستقطب) الذي تهتز فيه الموجات الكهرومغناطيسية في جميع المستويات العمودية على اتجاه انتشارها. بمعنى أبسط، تخيل حبلًا يهتز لأعلى ولأسفل، هذا يشبه الضوء غير المستقطب. أما الضوء المستقطب فهو يشبه حبلًا يهتز في مستوى أفقي فقط، مثلاً.

هناك عدة طرق لاستقطاب الضوء، من أهمها :

*

الاستقطاب بالامتصاص (Polarization by Absorption):

يستخدم هنا مادة تُعرف بـ "المُستقطِب" (polarizer) لا تسمح بمرور إلا الموجات التي تهتز في مستوى معين. أمثلة على ذلك: نظارات شمسية مستقطبة، بعض أنواع أفلام التصوير.

*

الاستقطاب بالانعكاس (Polarization by Reflection):

عندما ينعكس الضوء عن سطح أملس بزاوية معينة (زاوية بروستر)، فإنه يصبح مستقطبًا جزئيًا. هذا هو السبب في أن نظارات القيادة المستقطبة تقلل من وهج الانعكاس من الأسطح الملساء مثل الماء أو الثلج.

*

الاستقطاب بالانتشار (Polarization by Scattering):

عندما ينتشر الضوء في وسط، تتشتت الموجات الكهرومغناطيسية، وتصبح مستقطبة جزئيًا. هذا ما يحدث للضوء المنتشر من السماء، وهو سبب ظهور السماء زرقاء.

*

الاستقطاب بالانكسار المزدوج (Polarization by Double Refraction):

بعض المواد تُعرف بالمواد ثنائية الانكسار (مثل الكالسيت)، حيث تنكسر حزمة الضوء إلى شعاعين مستقطبين في مستويين متعامدين.

تطبيقات الضوء المستقطب:

تستخدم ظاهرة الاستقطاب في العديد من التطبيقات، بما في ذلك:

*

النظارات الشمسية:

للتقليل من الوهج.
*

التصوير الفوتوغرافي:

لتحسين جودة الصور، خاصة في التصوير الخارجي.
*

الألياف الضوئية:

لنقل البيانات عبر مسافات طويلة بكفاءة.
*

المجاهر البصرية:

للحصول على صور أكثر وضوحاً.
*

شاشات LCD:

حيث يتم التحكم في مرور الضوء من خلال استقطاب الضوء.

باختصار، الضوء المستقطب ظاهرة فيزيائية مهمة لها تطبيقات واسعة في مختلف المجالات.