يتكون حليب الأم في الغدد الثديية، وهي غدد خاصة توجد في الصدر. تتكون هذه العملية المعقدة عبر عدة مراحل وبتأثير العديد من الهرمونات :

قبل الولادة:

*

تطور الغدد الثديية:

خلال فترة الحمل، تُحفّز هرمونات الحمل، مثل البروجسترون والإستروجين، نمو وتطور الغدد الثديية استعدادًا لإنتاج الحليب. يزداد حجمها وتتفرّع قنواتها لإعدادها لإنتاج الحليب وإفرازه. لكنّ إنتاج الحليب الحقيقي لا يبدأ إلا بعد الولادة.

بعد الولادة:

*

هرمون البرولاكتين:

بعد الولادة، يُحفّز هرمون البرولاكتين، الذي يُفرز من الغدة النخامية الأمامية، إنتاج الحليب. يزداد مستوى هذا الهرمون بشكل كبير بعد الولادة ويساهم في تكوين الحليب في الحويصلات اللبنية داخل الغدد الثديية.
*

هرمون الأوكسيتوسين:

هرمون الأوكسيتوسين، الذي يُفرز أيضًا من الغدة النخامية، يلعب دورًا رئيسيًا في إخراج الحليب من الغدد الثديية. عندما يرضع الطفل، تُحفّز حلمات الثدي مستقبلات عصبية ترسل إشارات إلى الدماغ، مما يؤدي إلى إطلاق الأوكسيتوسين. هذا الهرمون يُحفز انقباض الخلايا العضلية حول الحويصلات اللبنية، مما يُسهّل خروج الحليب. يُعرف هذا بالانعكاس الثديّي (let-down reflex).
*

الطلب والامداد:

كلما زاد طلب الرضيع للحليب، زاد إنتاج الحليب. هذه آلية رائعة للتأكد من تلبية احتياجات الطفل. وكلما قلّ الطلب، قد يقلّ إنتاج الحليب تدريجيًا.
*

مكونات الحليب:

يتكوّن حليب الأم من الماء، الدهون، البروتينات، السكريات، الفيتامينات، والمعادن، بالإضافة إلى العديد من العناصر الأخرى التي تُوفّر الغذاء والحماية للرضيع. تتغير تركيبة الحليب خلال فترة الرضاعة، لتلبية احتياجات الرضيع المتغيرة. يتغير تركيب الحليب حتى خلال رضعة واحدة: يكون أول الحليب رقيقًا وغنيًا بالماء والسكريات، بينما يكون حليب نهاية الرضعة أغنى بالدهون.


باختصار، يتكوّن حليب الأم بفضل تفاعل معقد بين الهرمونات، وتطور الغدد الثديية، والاستجابة لطلب الرضيع. هذه العملية بيولوجية معقدة وفعّالة مصممة خصيصًا لتوفير الغذاء الأمثل للطفل.