الدولة السلجوقية كانت إمبراطورية تركية كبيرة امتدت عبر أجزاء واسعة من آسيا الوسطى والشرق الأوسط في القرنين الحادي عشر والثاني عشر. تأسست على يد سلجوق بن دقاق، زعيم قبيلة سلجوق التركمانية الأوغوزية. تتميز الدولة السلجوقية بالنقاط التالية :

النشأة والتوسع:

*

أصول تركمانية:

كانت القبائل التركمانية (أوغوزية) أساس قوة الدولة السلجوقية. هاجرت هذه القبائل من آسيا الوسطى نحو الشرق الأوسط.
*

الانتشار السريع:

خلال فترة قصيرة، سيطرت الدولة السلجوقية على أراضي شاسعة، من خراسان في الشرق إلى الأناضول في الغرب. حققوا انتصارات عسكرية مهمة، أبرزها معركة ملاذكرد عام 1071، التي هُزمت فيها الإمبراطورية البيزنطية.
*

انقسام الدولة:

بعد وفاة ألب أرسلان (أحد أهم سلاطينها) وتوغل المغول لاحقا، انقسمت الدولة السلجوقية إلى دويلات أصغر مستقلة نسبياً، أهمها:
*

السلاجقة الكبرى (خراسان):

في المنطقة الشرقية، مركزها نيشابور.
*

السلاجقة الروم (الأناضول):

في الأناضول (تركيا حاليا)، لعبوا دورا مهما في تاريخ تركيا.
*

السلاجقة العظام (العراق):

في العراق وسوريا وبلاد الشام، عاصمتها بغداد.

الخصائص الثقافية والحضارية:

*

دورهم في نشر الإسلام:

على الرغم من أصولهم التركمانية الوثنية في البداية، اعتنق السلاجقة الإسلام السني، وأصبحوا حماة للدين الإسلامي.
*

رعاية العلوم والفنون:

شهدت فترة حكم السلاجقة ازدهاراً في مختلف المجالات العلمية والفنية، وخاصة في بغداد. شجعوا العلماء والكتاب والفنانين.
*

العمارة السلجوقية:

تتميز بجمالها وبساطتها، وتظهر في المساجد والقصور والأضرحة المنتشرة في مختلف أنحاء الإمبراطورية.

الضعف والسقوط:

*

الصراعات الداخلية:

أدت الخلافات بين أمراء السلاجقة وورثتهم إلى ضعف الدولة وتفككها.
*

الغزو المغولي:

كان لغزو المغول بقيادة جنكيز خان في القرن الثالث عشر تأثير مدمر على الدولة السلجوقية، مما أدى إلى نهايتها.


باختصار، تُعدّ الدولة السلجوقية مرحلة هامة في التاريخ الإسلامي والتركي، إذ لعبت دوراً مهماً في نشر الإسلام وتشكيل الخريطة السياسية للشرق الأوسط، وتراثها الثقافي والحضاري لا يزال ظاهراً حتى اليوم.