Loading...





للسوريين فقط - تابع اخبار الدولار وحقق ارباح








الرئيسية/تعليم/الحياة السياسية في العصر الجاهلي


الحياة السياسية في العصر الجاهلي

عدد المشاهدات : 6
أ.محمد المصري

حرر بتاريخ : 2025/01/19





تميزت الحياة السياسية في العصر الجاهلي (قبل الإسلام) في شبه الجزيرة العربية بعدم وجود نظام سياسي مركزي موحد. بدلاً من ذلك، كانت السلطة موزعة بين قبائل مستقلة ومتنافسة، وتتميز بنظام حكم قبلي قائم على :

1. القبيلة كأساس للتنظيم السياسي:

كانت القبيلة الوحدة الأساسية في المجتمع الجاهلي، وهي تجمع أفراد ينتمون لنسب مشترك، وترتبطهم روابط الدم والولاء المتبادل. القبيلة تحكم نفسها بنفسها، وتتميز بهيئتها الخاصة وقوانينها العرفية. كانت السلطة في القبيلة تتركز بيد شيخ القبيلة (أو أميرها) الذي كان يُنتخب عادةً بناءً على مكانته الاجتماعية، وشجاعته، وحكمته، وقدرته على قيادة القبيلة في الحروب والصراعات. ولكن ليس بالضرورة أن يرث المنصب أبناؤه.

2. نظام القيادة القبلية:

لم تكن سلطة شيخ القبيلة مطلقة، بل كان يتعين عليه مراعاة رأي شيوخ العشائر والأفراد البارزين داخل القبيلة. وقد يتحدى الشيخ في قيادته في بعض الأحيان إذا ما فشل في تحقيق مصالح القبيلة أو اتخذ قرارات غير حكيمة. تعتمد قدرة الشيخ على التأثير على قدرته على الحفاظ على قوة وحدة القبيلة.

3. التحالفات والنزاعات بين القبائل:

كانت العلاقات بين القبائل تتسم بالتذبذب بين التحالفات والنزاعات. وتتكون التحالفات بهدف حماية المصالح المشتركة، أو لمواجهة قبائل أخرى أكثر قوة. وتنشب النزاعات على موارد كالماء والرعي، أو بسبب الثأر، أو بسبب انتهاك الأعراف القبلية. الحروب بين القبائل كانت شائعة.

4. غياب الدولة المركزية:

لم يكن هناك نظام دولة أو حكومة مركزية في شبه الجزيرة العربية خلال العصر الجاهلي. وقد كانت هناك بعض المدن مثل مكة والمدينة، التي تتمتع ببعض أشكال الحكم المحلي، ولكنها لم تكن تمتلك سيطرة على القبائل المحيطة بها.

5. الدين والأعراف القبلية:

كان للدين الوثني الجاهلي (قبل الإسلام) تأثير على الحياة السياسية، حيث كانت بعض القبائل تعبد آلهة معينة، وكانت هذه الآلهة غالباً مرتبطة بمكانة القبيلة أو بسلطة بعض الشيوخ. وكانت الأعراف القبلية هي المصدر الرئيسي للقانون، وتحدد العلاقة بين الأفراد والقبائل.

6. الاسترقاق:

شكلت ظاهرة الاسترقاق جزءاً مهماً من النسيج الاجتماعي والسياسي في العصر الجاهلي، حيث كان العبيد جزءاً من القوة الاقتصادية للقبائل وغالبا ما كانوا يُعاملون كملكية خاصة.

باختصار، كانت الحياة السياسية في العصر الجاهلي متعددة الأوجه، معقدة ومتغيرة. وبعد ظهور الإسلام، تغير هذا النظام بشكل جذري مع توحيد شبه الجزيرة العربية تحت راية دولة إسلامية مركزية.

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد