شهد العصر العباسي ازدهارًا كبيرًا في الشعر والأدب، وانعكس ذلك بوضوح في ظهور العديد من الدواوين الشعرية. تتنوع هذه الدواوين من حيث :

1. الشعراء وأساليبهم:

*

الشعراء الكبار:

أنتجت هذه الحقبة شعراء عمالقة تركوا بصماتٍ واضحة على الشعر العربي، مثل أبي نواس، والمتنبي، وأبي تمام، والبُحتري، والمعري، وغيرهم كثير. كل شاعر منهم يتميز بأسلوبه الخاص، وموضوعاته، وقصائده. فأبو نواس مثلاً اشتهر بشعره الخليع أحياناً والمُعبر عن الحياة، والمتنبي بقصائده البطولية الفخمة، وأبو تمام ببراعته في التصوير.

*

تنوع الأنماط الشعرية:

لم يقتصر الشعر العباسي على نمطٍ واحد، بل شمل أغراضًا متنوعة، من الغزل، والمدح، والهجاء، والرثاء، والفخر، والحكمة، والنسيب، وغيرها. كما ظهرت مدارس شعرية مختلفة، مع اختلاف في الأسلوب واللغة والصور.


2. موضوعات الدواوين:

*

المدح:

كان المدح من أهم أغراض الشعر في العصر العباسي، حيث كان الشعراء يمدحون الخلفاء والأمراء والأثرياء لقاء الجوائز والهبات.
*

الغزل:

شغل الغزل حيزًا كبيرًا من شعر العصر، ويمكن تمييز أنواع مختلفة من الغزل، منها الغزل الصريح، والغزل العفيف.
*

الهجاء:

كان الهجاء وسيلةً للتعبير عن الغضب والاستياء، وقد استخدمه الشعراء للهجوم على أعدائهم أو منتقديهم.
*

الرثاء:

جاء الرثاء تعبيرًا عن الحزن على موت الأحبة والأقارب.
*

الوصف:

برزت موهبة الشعراء في وصف المناظر الطبيعية، والأحداث، والأشياء.
*

الفلسفة والحكمة:

ظهرت في هذا العصر قصائد تحمل أفكارًا فلسفية وحكمية، تعبر عن نظرة الشعراء للحياة والكون.


3. خصائص دواوين العصر العباسي:

*

الكم الهائل:

يُعدّ عدد الدواوين الشعرية التي أنتجها العصر العباسي هائلاً، مع تباين في الحجم والنوعية.
*

التنوع اللغوي والأسلوبي:

تتميز دواوين العصر العباسي بتنوع لغوي وأسلوبي كبير، نتيجة لتنوع الشعراء وأماكنهم ومشاربهم.
*

التأثير على الأدب العربي:

أثرت دواوين هذا العصر بشكل كبير على الشعر والأدب العربي لاحقًا، فما زالت قصائدها تُدرس وتُحلل حتى اليوم.
*

الجمع والتدوين:

اهتم العباسيون بجمع وتدوين الدواوين الشعرية، مما ساعد على حفظها ونقلها للأجيال اللاحقة.


باختصار، دواوين العصر العباسي تُشكّل ركيزة أساسية في تاريخ الشعر العربي، وتُظهر تنوعًا هائلاً في الأنماط والأفكار، مما يجعلها موضوعًا غنيًا للدراسة والبحث.