تعددت العوامل والظروف التي أدت إلى قيام الدولة الجزائرية الحديثة، ويمكن تلخيصها في عدة نقاط رئيسية :

1. الاستعمار الفرنسي ونضال الشعب الجزائري ضده:

كان الاستعمار الفرنسي (1830-1962) المحفز الرئيسي لقيام الدولة الجزائرية. فقد أفرز الاستعمار مقاومة شعبية متواصلة على شكل ثورات وحركات تحريرية، ساهمت في بلورة الهوية الوطنية الجزائرية وتوحيد الصفوف ضد المحتل. خلق الاستعمار أيضاً طبقة قيادية وطنية مُثقفة قادرة على تنظيم الكفاح وتوجيهه.

2. حركة التحرير الوطني الجزائري (جبهة التحرير الوطني):

لعبت جبهة التحرير الوطني (جبهة التحرير الوطني) دوراً حاسماً في قيام الدولة الجزائرية. لقد نظمت جبهة التحرير الوطني المقاومة المسلحة ضد فرنسا، وحشدت الدعم الدولي للقضية الجزائرية، وقادت المفاوضات التي أدت إلى الاستقلال.

3. التغيرات الدولية:

ساهمت التغيرات الدولية في منتصف القرن العشرين، مثل ضعف الامبراطوريات الاستعمارية بعد الحرب العالمية الثانية، وصعود حركات التحرر الوطني في العديد من مستعمراتها، في ضغط فرنسا للإعلان عن استقلال الجزائر. كما ساهم التضامن الدولي مع القضية الجزائرية، خاصة من الدول العربية والاشتراكية، في إضعاف الموقف الفرنسي.

4. الانتصارات العسكرية لجبهة التحرير الوطني:

حققت جبهة التحرير الوطني انتصارات عسكرية مهمة ضد الجيش الفرنسي، ما دفع فرنسا إلى إعادة النظر في استراتيجيتها في الجزائر. أظهرت هذه الانتصارات إرادة الشعب الجزائري في نيل استقلاله.

5. اتفاقيات إيفيان:

شكلت اتفاقيات إيفيان (1962) الخطوة النهائية في الطريق نحو الاستقلال. وقد نصت هذه الاتفاقيات على وقف إطلاق النار وإجراء استفتاء على الاستقلال، والذي أقر بأغلبية ساحقة.

باختصار، قيام الدولة الجزائرية كان نتيجة لمزيج من العوامل الداخلية والخارجية: النضال الشعب الجزائري المتواصل، قيادة جبهة التحرير الوطني الفعالة، التغيرات الدولية المواتية، وإرادة الشعب الجزائري في نيل حريته واستقلاله.