حصار عكا في الحملة الصليبية الثالثة (1189-1191) كان من أهم أحداث الحملة، بل وواحداً من أهم أحداث الحروب الصليبية كلها. استمر الحصار لمدة عامين تقريباً، وشهد معارك ضارية وحشية بين الصليبيين بقيادة ريتشارد قلب الأسد وفيلب الثاني ملك فرنسا، وبين قوات المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي.

أسباب الحصار :

*

استعادة الأراضي المقدسة:

كانت عكا من أهم المدن الساحلية في فلسطين، ورمزاً مهماً للصليبيين، فقد سقطت بيد صلاح الدين في عام 1187 بعد معركة حطين المدمرة. أراد الصليبيون استعادتها كخطوة أولى لاستعادة الأراضي المقدسة.
*

الاستراتيجية العسكرية:

سيطرة الصليبيين على عكا كانت ستعطيهم قاعدة مهمة على الساحل، مما يسمح لهم بإمداد جيوشهم وتسهيل عملياتهم العسكرية في فلسطين.

أحداث الحصار:

*

البداية والتحصينات:

واجه الصليبيون مدينة عكا المحصنة جيداً، والتي كانت تدافع عنها قوات كبيرة من قبل صلاح الدين. بدأ الصليبيون ببناء تحصيناتهم الخاصة لمحاصرة المدينة.
*

الهجمات والصمود:

شهد الحصار هجمات متكررة من كلا الجانبين، مع محاولات الصليبيين اقتحام المدينة ومحاولات المسلمين صدّ الهجمات وكسر الحصار.
*

المفاوضات الفاشلة:

حاولت كلتا الدولتين مفاوضات عديدة، لكنها فشلت في التوصل إلى اتفاق.
*

دور ريتشارد قلب الأسد:

لعب ريتشارد قلب الأسد دوراً حاسماً في الحصار، حيث أظهر براعة عسكرية كبيرة في التخطيط وقيادة قواته. استخدم آلات حصار متطورة وكسر دفاعات المسلمين تدريجياً.
* السقوط:

بعد حصار طويل ومُرهق، سقطت عكا في يد الصليبيين في يوليو 1191. كان سقوطها انتصارًا كبيرًا للصليبيين، لكنه جاء بتكلفة باهظة من القتلى والجرحى.

نتائج الحصار:

*

انتصار الصليبيين:

استعاد الصليبيون عكا، مما أعطاهم نقطة انطلاق مهمة في فلسطين.
*

الخسائر البشرية:

كان الحصار مكلفًا للغاية من حيث الخسائر البشرية في كلا الجانبين.
*

إبرام اتفاقيات:

بعد سقوط عكا، تم إبرام اتفاقيات بين ريتشارد قلب الأسد وصلاح الدين، لكنها لم تحل النزاع نهائياً.
*

تغيير موازين القوى:

على الرغم من انتصار الصليبيين، لم يضمن سقوط عكا انتصارهم النهائي في الحرب الصليبية الثالثة. استمر الصراع بين الصليبيين والمسلمين.

بشكل عام، يمثل حصار عكا نقطة تحول مهمة في الحملة الصليبية الثالثة، حيث أظهرت المعركة الشراسة والبراعة العسكرية من كلا الطرفين، وأثرت بشكل كبير على مجرى الحرب الصليبية لاحقاً.