فتح سردينيا لم يكن حدثًا مفردًا، بل عملية امتدت لقرون، تخللتها فترات من الهيمنة والسيطرة من قبل عدة قوى. لا يوجد "فتح" بالمعنى التقليدي للحروب السريعة والحاسمة كما حدث مثلاً في فتح الأندلس. بدلاً من ذلك، يمكننا الحديث عن سلسلة من الغزوات والاستعمار والتغيرات في السيادة على الجزيرة.
فيما يلي أهم مراحل "فتح" سردينيا وتغيّر سيادتها عبر التاريخ :
*
الفينيقيون (القرن الثامن قبل الميلاد):
بدأ الفينيقيون بتأسيس مستوطنات تجارية على ساحل سردينيا، دون السيطرة الكاملة على الجزيرة. كان نفوذهم محدوداً بشكل رئيسي على المناطق الساحلية.
* القرطاجيون (القرن الخامس قبل الميلاد):
ورث القرطاجيون النفوذ الفينيقي، وقاموا بتعزيز سيطرتهم على مناطق واسعة من الجزيرة، لكن لم تكتمل سيطرتهم الكاملة.
* الرومان (القرن الثالث قبل الميلاد):
بعد انتصاراتهم على القرطاجيين في الحروب البونيقية، ضمت روما سردينيا رسمياً إلى إمبراطوريتها. كانت هذه هي المرحلة الأهم من حيث دمج سردينيا ضمن إمبراطورية كبيرة و منظمة، لكنها لم تكن غزواً عنيفاً شاملاً في كل الجزيرة. استمرت مقاومة السكان الأصليين في بعض المناطق لفترة من الزمن.
* الفترة البيزنطية (القرن الخامس الميلادي):
بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، أصبحت سردينيا تحت السيطرة البيزنطية. ظلت هذه السيطرة غير كاملة وواجهت تحديات من القبائل المحلية.
* الجيْنوية وبيتزا (العصور الوسطى):
في العصور الوسطى، تنافست القوى المختلفة مثل الجينوية وبيتزا على السيطرة على أجزاء من سردينيا، مما أدى إلى تقسيمها إلى إمارات صغيرة مستقلة جزئياً.
* أراغون (القرن الثالث عشر):
تمكن ملوك أراغون في النهاية من توحيد سردينيا تحت سيطرتهم. هذه المرحلة تعتبر من أهم فترات تشكيل الهوية السردينية الحالية.
باختصار، لا يوجد "فتح" واحد لسردينيا، بل هي عملية تاريخية معقدة امتدت لقرون، تخللتها مراحل من التنافس والغزو والاستعمار من قِبل عدة حضارات، مع بقاء لمحات من مقاومة السكان الأصليين في أجزاء من الجزيرة لفترات طويلة.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |