تتميز تطوان بتاريخ غنيّ ومتشابك، يعود إلى عصور قديمة ويمتد عبر حقب تاريخية متعددة. لا توجد معلومات دقيقة عن بداياتها الأولى، ولكن الأدلة الأثرية تشير إلى وجود مستوطنات بشرية في المنطقة منذ العصر الحجري. إليك لمحة عن أهم مراحل تاريخ تطوان :

*

فترة ما قبل التاريخ والعصور القديمة:

تشير بعض الاكتشافات الأثرية إلى وجود مستوطنات في المنطقة منذ العصر الحجري، ولكن لا توجد معلومات دقيقة عن تطوان تحديدًا في تلك الفترة. خضعت المنطقة لاحقًا لحكم الفينيقيين والرومان، تاركين آثارًا قليلة نسبيًا.

*

الفترة الإسلامية المبكرة (القرن السابع الميلادي وما بعده):

بعد الفتح الإسلامي لإيبيريا، أصبحت المنطقة جزءًا من الأندلس. ظهرت تطوان كمستوطنة صغيرة، وازدادت أهميتها تدريجيًا.

*

فترة الممالك الإسلامية في المغرب:

بعد سقوط الأندلس، لعبت تطوان دورًا مهمًا كمدينة ساحلية، تخضع لحكم مختلف الممالك المغربية المتعاقبة مثل الموحدين والمرابطين. عانت من غارات برتغالية.

*

القرن 15 و 16:

شهدت تطوان فترة من النمو وتطوير دفاعاتها مع تزايد أهميتها كمركز تجاري. كما تعرضت لغارات بحرية عديدة من قبل البرتغاليين والإسبان.

*

الحماية الإسبانية (1912-1956):

بعد معاهدة فاس، خضعت تطوان للحماية الإسبانية، مما أثر بشكل كبير على تطويرها العمراني والثقافي. شهدت هذه الفترة نموًا اقتصاديًا لكن أيضًا فترة من القمع والسيطرة الإسبانية. لكنها حافظت على طابعها الثقافي المميز.

*

الاستقلال (1956):

بعد حصول المغرب على الاستقلال من فرنسا وإسبانيا، أصبحت تطوان جزءًا من المملكة المغربية، واستعادت مكانتها كمدينة مهمة.

*

العصر الحديث:

شهدت تطوان في العصر الحديث تطوراً عمرانياً واقتصادياً متواصلاً، وأصبحت وجهة سياحية مهمة بفضل تراثها الثقافي الغني وعمرانها المميز الذي يُعتبر مزيجًا مُتميّزًا من الثقافات المختلفة.


باختصار، تاريخ تطوان هو تاريخٌ متشابكٌ غنيٌ بالتنوع الثقافي والحضاري، وهو تاريخٌ مرّ بمراحلٍ من الازدهار والتحدّي على مرّ العصور. يُعتبر تراثها المعماري ووضعها الجغرافي عوامل أساسية في تشكيل هويتها المُتميّزة حتى اليوم.