Loading...





للسوريين فقط - تابع اخبار الدولار وحقق ارباح








الرئيسية/تعليم/ظاهرة الرقيق والجواري في العصر العباسي الأول


ظاهرة الرقيق والجواري في العصر العباسي الأول

عدد المشاهدات : 15
أ.محمد المصري

حرر بتاريخ : 2025/01/19





شهد العصر العباسي الأول (750-945م) ظاهرة الرقيق والجواري بشكل واسع، تداخلت فيها الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. لم تكن هذه الظاهرة جديدة على الإسلام أو العالم العربي، بل ورثها العباسيون عن الأمويين، ووجدت جذورها في ثقافاتٍ سابقة. ولكن العصر العباسي، بفضل اتساع رقعة الدولة وازدهار التجارة، شهد توسعًا ملحوظًا في هذه الظاهرة.

أوجه ظاهرة الرقيق والجواري في العصر العباسي الأول :



*

مصادر الرقيق:

جاء الرقيق من مصادر متعددة، أهمها:
*

الغنائم الحربية:

كانت الحروب وفتوحات العصر العباسي مصدراً هاماً للرقيق.
*

التجارة:

كانت تجارة الرقيق مزدهرة، حيث جلب الرقيق من أفريقيا وآسيا الوسطى وأوروبا الشرقية. كانت طرق التجارة الصحراوية وسيلة أساسية لنقل الرقيق.
*

الاستيلاء:

كان يُمكن استعباد الأشخاص بسبب الديون أو الجرائم.
*

الولادة في العبودية:

أبناء الرقيق كانوا رقيقاً أيضاً.

*

أنواع الرقيق:

كان هناك أنواع مختلفة من الرقيق:
*

الرقيق المنزلي:

كانوا يعملون في المنازل، يخدمون أصحابهم في أعمال متنوعة.
*

الرقيق الزراعي:

عملوا في الأراضي الزراعية، خاصةً في مزارع القصب والسكر.
*

الرقيق الحرفي:

امتلكوا مهارات حرفية، كالنسيج والحدادة، وكانوا يُشغَّلون في ورشات العمل.
*

الجواري:

كان للجواري مكانة خاصة، فبعضهنّ كنّ يعملن في المنازل، وأخريات كنّ محبوباتٍ لأسيادهن، وقد يُمنحنّ حريتهنّ أو يُولدنّ أطفالاً أحراراً.


*

المعاملة:

تباينت معاملة الرقيق حسب الظروف، فبعضهم عومل ببشاعة، بينما حظي آخرون بمعاملةٍ حسنة، بل وصل بعضهم إلى مناصب مرموقة بعد تحريرهم. الجواري كثيراً ما حظين بمعاملةٍ أفضل من العبيد الذكور.

*

التحرير:

كان من الممكن تحرير الرقيق بعدة طرق:
*

التحرير بموجب وصية:

يمكن للمالك أن يُحرر رقيقَه في وصيته.
*

التحرير كهدية:

كان من المعتاد تحرير الرقيق كهديةٍ في المناسبات.
*

التحرير بالشراء:

كان بإمكان الرقيق شراء حريته.
*

التحرير بسبب الخدمة:

بعض الجواري حصلن على الحرية بعد سنواتٍ طويلةٍ من الخدمة.

*

الأثر الاجتماعي والثقافي:

أثرت ظاهرة الرقيق والجواري بشكل كبير على المجتمع العباسي، فقد أسهمت في تكوين طبقات اجتماعية متنوعة، وساهمت في تطور الاقتصاد. كما أثرت على الحياة الثقافية من خلال الآداب والفنون. ظهرت قصائد شعرية وأعمالٌ أدبيةٌ تتناول موضوع الرق والجواري، معبراً عن أوجهٍ مختلفة للموقف منها.

يُعدّ فهم ظاهرة الرقيق والجواري في العصر العباسي الأول أمراً هاماً لفهم بنية المجتمع العباسي وتطوره، مع مراعاة أن الحكم على هذه الظاهرة يتطلب فهم السياق التاريخي والاجتماعي والثقافي السائد في ذلك العصر.

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد