قُمْتِ الدولة السعدية في المغرب نتيجةً لعدة عوامل مترابطة، أهمها :

*

ضعف الدولة الوطاسية:

كانت الدولة الوطاسية تعاني من ضعف شديد في أواخر عهدها، مما أدى إلى تفككها وانقسامها إلى إمارات صغيرة متناحرة، وسهل ذلك ظهور قوى جديدة.

*

قوة قبيلة السعديين:

تمتعت قبيلة السعديين، وهي قبيلة زناتية، بقوة عسكرية كبيرة، وخبرة في القتال، وقد استطاعوا الاستفادة من حالة الفوضى والضعف السائدة في البلاد لتوسيع نفوذهم.

*

الزعامة القوية:

برز من بين السعديين زعماء أقوياء، مثل محمد الشيخ الذي استطاع توحيد القبيلة وتنظيمها عسكريًا، ثم ابنه أحمد المنصور الذهبي الذي أكمل عملية توحيد المغرب تحت راية الدولة السعدية. امتاز هؤلاء الزعماء بالكفاءة العسكرية والدبلوماسية والحكمة السياسية.

*

الدعم الخارجي (بشكل غير مباشر):

استفاد السعديون من صراع القوى الأوروبية في المنطقة، خاصةً في سياق التنافس على السيطرة على التجارة عبر البحر المتوسط. لم يتلقوا بالضرورة دعمًا مباشرًا من قوى أوروبية، لكن حالة عدم الاستقرار في المنطقة أضعفت خصومهم، مما سمح للسعديين بالصعود.

*

العامل الديني:

استخدم السعديون الدين كأداة سياسية لتحقيق أهدافهم. قدموا أنفسهم كمدافعين عن الإسلام، وحاربوا من يعتبرونهم مرتدين أو أعداء للدين، مما حظوا بدعم شعبي واسع.

باختصار، يُمكن تلخيص أسباب قيام الدولة السعدية في

الضعف السياسي

للدولة الوطاسية السابقة،

وقوة عسكرية

وقدرة تنظيمية لقبيلة السعديين،

وزعامة قوية

استطاعت توحيد القبيلة وتنظيمها، بالإضافة إلى

استغلال السياق الإقليمي والديني

لتحقيق النصر والسيطرة.