تميزت العمارة في المدن اليونانية القديمة بمجموعة من الخصائص المميزة، والتي انعكست في تصميماتها الجمالية وعملها الوظيفي. ومن أهم هذه الخصائص :

1. التناسب والانسجام:

اعتمد اليونانيون على مبادئ رياضية دقيقة، خاصة "النسبة الذهبية" (Phi)، في تصميم مبانيهم، مما خلق توازناً جمالياًَ وانسجاماً بين أجزاء المبنى المختلفة. هذا التناسب يظهر بوضوح في معابد الأيونية والدورية والقرنتية.

2. استخدام الأعمدة:

كانت الأعمدة عنصراً أساسياً في العمارة اليونانية، و استخدمت بأنماط مختلفة:

*

الأعمدة الدورية:

سميكة وقوية، ذات قواعد واسعة.
*

الأعمدة الأيونية:

أنحف وأكثر أناقة من الدورية، ولها قاعدة مزخرفة.
*

الأعمدة القرنتية:

معقدة، مزينة بأوراق نبات الأكانتوس.

كل نمط من هذه الأعمدة له خصائص مميزة، استخدمت في أنواع مختلفة من المباني.

3. استخدام الحجر:

كان الحجر، خاصة الرخام، المادة الرئيسية المستخدمة في بناء المباني اليونانية الكبيرة، مثل المعابد والمدرجات والمسارح. وحرص اليونانيون على اختيار الحجر عالي الجودة، وتشطيبه بدقة.

4. الوظيفة الجمالية:

لم تكن المباني اليونانية مجرد هياكل وظيفية، بل كانت أعمالاً فنية جميلة. تم إيلاء اهتمام كبير للتفاصيل الزخرفية، كالمنحوتات والنحت البارز، لتعزيز جمال المبنى.

5. التماثل والتناظر:

يظهر التماثل والتناظر بوضوح في تصميم العديد من المباني اليونانية، خاصة المعابد، حيث يُقسم المبنى إلى نصفين متماثلين تقريباً.

6. المساحات المفتوحة:

كانت المدن اليونانية تحوي مساحات مفتوحة واسعة، مثل الساحات والحدائق، التي كانت تلعب دوراً مهماً في الحياة الاجتماعية والعامة.

7. التكيف مع البيئة:

تأثرت تصميمات المباني اليونانية بالبيئة المحيطة بها. فمثلاً، كانت تصميمات المنازل تتكيف مع المناخ، وتستخدم المواد المحلية المتوفرة.


8. المباني العامة:

اهتم اليونانيون ببناء مباني عامة ضخمة، مثل المعابد، والمدرجات، والمسارح، والأغورا (السوق) التي كانت مراكز الحياة الاجتماعية والسياسية.

باختصار، امتازت العمارة اليونانية بالتناسب والانسجام، واستخدام الأعمدة والحجر، والتماثل، والجمال، وكانت تعكس الثقافة والتقدم الحضاري للشعب اليوناني.