المُعز لدين الله الفاطمي (322هـ - 365هـ / 934م - 975م) هو الخليفة الفاطمي الرابع، وأشهرهم وأعظمهم، مؤسس الدولة الفاطمية في مصر. يُعرف بتحويل مصر من دولة إسلامية سنية إلى دولة إسلامية شيعية إثناعشرية، وبإنجازاته العسكرية والإدارية والثقافية التي جعلت مصر مركزاً علمياً وثقافياً هاماً في العالم الإسلامي.

إليك بعض المعلومات المهمة عنه :

أولاً: حياته المبكرة وصعوده:

*

مولده ونشأته:

ولد في شمال أفريقيا، وتحديداً في سجلمسة، لعائلة الفاطميين، وهي أسرة ادعت النسب إلى فاطمة الزهراء، ابنة النبي محمد.
*

التربية والتعليم:

تلقى تربية دينية وعلمية رفيعة المستوى، وقدّمته أسرته ليكون خليفة بعد وفاة أخيه إسماعيل.
*

استلام الخلافة:

تولى الخلافة في سنة 334 هـ / 946 م، بعد وفاة أخيه إسماعيل، وكان عمره آنذاك حوالي 16 عاماً.
*

الوضع قبل دخول مصر:

كان في فترة حكمه يتعامل مع مشاكل داخلية وخارجية في المغرب العربي، وكان يسيطر على المغرب العربي إلى حدٍ ما فقط.

ثانياً: الفتح الفاطمي لمصر:

*

الحملة على مصر:

خطط المعز لدين الله بعناية لفتح مصر، وأرسل جيشاً بقيادة جوهر الصقلي، قائده العسكري الماهر.
*

دور جوهر الصقلي:

لعب جوهر الصقلي دوراً حاسماً في فتح مصر، حيث استولى على مصر عام 358هـ/969م بعد حصار قصير نسبياً.
*

تأسيس القاهرة:

أمر المعز ببناء مدينة القاهرة عام 358هـ/969م لتكون عاصمة لدولته الجديدة، بعد أن أصبحت مصر تحت سيطرة الفاطميين. وهذا دليل على إستراتيجيته الذكية في وضع أساس للدولة الجديدة.

ثالثاً: حكمه في مصر وإنجازاته:

*

نشر المذهب الإثنا عشري:

عمل المعز على نشر المذهب الشيعي الإثنا عشري في مصر، وبنى جوامع ومراكز دينية لتعزيز المذهب الجديد.
*

الإصلاحات الإدارية:

قام بتنظيم الإدارة والمحاكم، ووضع أسساً متينة للدولة الفاطمية.
*

التحسينات العمرانية:

أمر ببناء قصور وجوامع ومستشفيات ومدارس، مما أدى إلى ازدهار القاهرة وازدياد أهميتها.
*

الازدهار العلمي والثقافي:

شهدت مصر في عهده ازدهاراً علمياً وثقافياً كبيراً، وأصبحت مركزاً علمياً وجذب العديد من العلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
*

العلاقات الخارجية:

حافظ على علاقات جيدة مع بعض الدول، وواجه صراعات مع أخرى مثل الدولة البيزنطية.

رابعاً: وفاته:

* توفي المعز لدين الله في القاهرة سنة 365 هـ / 975 م، ودفن فيها.


باختصار، يُعتبر المعز لدين الله شخصية تاريخية بارزة، ترك أثراً عميقاً على تاريخ مصر والعالم الإسلامي، ليس فقط لكونه مؤسس الدولة الفاطمية في مصر، بل أيضاً لإنجازاته الإدارية والعمرانية والثقافية التي جعلت من مصر مركزاً هاماً في العالم الإسلامي. يُعتبر أيضاً رمزاً للانتقال السياسي والديني المهم في مصر.