نهضت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية من خلال عملية معقدة ومتعددة الجوانب، يمكن تلخيصها في النقاط التالية :

1. خطة مارشال:

كانت مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية حاسمة. قدم برنامج مارشال (الخطة الأوروبية للإنعاش) مساعدات اقتصادية ضخمة أعادت بناء البنية التحتية الألمانية ودعمت إعادة إعمار الصناعة. بدونها، لكان الطريق إلى التعافي أطول وأكثر صعوبة بكثير.

2. تقسيم ألمانيا وإعادة البناء في الغرب:

انقسمت ألمانيا إلى أربع مناطق احتلال (أمريكية، بريطانية، فرنسية، سوفيتية)، ولكنّ المناطق الغربية (الغربية) شكلت جمهورية ألمانيا الاتحادية (غرب ألمانيا) لاحقاً. ركزت هذه المناطق على إصلاح النظام الاقتصادي وإعادة بناء الصناعة، مع التركيز على التكنولوجيا الجديدة والأسواق الحرة. ساعد هذا على نمو اقتصادي سريع.

3. الإصلاحات الاقتصادية (المعجزة الاقتصادية الألمانية):

تبنت ألمانيا الغربية سياسات اقتصادية حرة نسبياً، تشمل:

*

سياسة العملة:

إعادة تقييم المارك الألماني لزيادة قوته الشرائية.
*

الاستثمار في البنية التحتية:

بناء الطرق، السكك الحديدية، والمرافق.
*

التعليم والتدريب:

الاستثمار في رأس المال البشري من خلال برامج تدريبية مهنية عالية الجودة.
*

التعاون الاجتماعي:

نظام ضمان اجتماعي قوي ساعد على استقرار المجتمع وخفض معدلات الفقر.

4. دور القطاع الخاص:

شجعت الحكومة النمو الاقتصادي من خلال دعم القطاع الخاص وتشجيع روح المبادرة والابتكار.

5. المساعدات الخارجية:

لم تكن المساعدات الأمريكية فقط، بل هناك مساعدات أخرى من دول حليفة.

6. العمل الجاد والانضباط:

يُنسب نجاح إعادة بناء ألمانيا إلى العمل الدؤوب والكفاءة العالية للألمان، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي النسبي في ألمانيا الغربية.

7. التكامل الأوروبي:

انضمام ألمانيا الغربية للمجموعة الاقتصادية الأوروبية (EEC) ساهم في نموها الاقتصادي من خلال توسيع الأسواق وزيادة التعاون الاقتصادي.

أما ألمانيا الشرقية (جمهورية ألمانيا الديمقراطية):

فكان نهوضها مختلفاً تماماً، حيث سيطرت عليها الحكومة الشيوعية، واتبعت نظاماً اقتصادياً مركزياً، والذي واجه مشاكل كبيرة، وفشل في تحقيق النجاح الاقتصادي الذي حققته ألمانيا الغربية. هذا الفشل ساهم في النهاية في إعادة توحيد ألمانيا.

باختصار، كان نهوض ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية نتاجاً لعدة عوامل، منها المساعدات الخارجية، والإصلاحات الاقتصادية، والعمل الجاد، والتعاون الدولي. يُعتبر هذا التعافي الاقتصادي "المعجزة الاقتصادية الألمانية" مثالاً يُدرس في الاقتصاديات.