اندلعت الحرب العالمية الثانية نتيجة تراكم عوامل متعددة ومعقدة، لا يمكن إرجاعها إلى سبب واحد. لكن من أهم الأسباب :

*

معاهدة فرساي:

فرضت هذه المعاهدة شروط قاسية على ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى غضب شعبي واسع وانكماش اقتصادي حاد. شعور ألمانيا بالظلم والحرمان من حقوقها ساهم بشكل كبير في تغذية النزعة القومية المتطرفة وظهور النازية.

*

الانهيار الاقتصادي العالمي (الكساد الكبير):

أدى الكساد الكبير في الثلاثينات إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في العديد من الدول، مما خلق بيئة خصبة لانتشار الشعبوية والنزعات المتطرفة، وسهّل صعود الأنظمة الدكتاتورية التي وعدت بحلول سريعة.

*

النزعات القومية والعنصرية:

سادت نزعات قومية متطرفة في عدة دول، أبرزها النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، والامبريالية اليابانية. هذه الإيديولوجيات اعتمدت على مبادئ العداء للآخر، والتفوق العنصري، والإيمان بحق الشعوب في التوسع الإقليمي بالقوة.

*

فشل عصبة الأمم:

عجزت عصبة الأمم عن منع اندلاع الحرب، وذلك بسبب ضعفها وقدرتها المحدودة على فرض قراراتها على الدول الأعضاء. فشلت في معالجة الخلافات الدولية بطريقة فعالة، ومنعت من التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

*

سياسة التهدئة (Appeasement):

اعتمدت بريطانيا وفرنسا سياسة التهدئة تجاه العدوانية الألمانية في البداية، آملين في تجنب الحرب. لكن هذه السياسة لم تُثنِ هتلر عن مواصلة أعماله التوسعية، بل شجعته على المزيد من المغامرات.

*

العدوانية اليابانية والإيطالية:

شنّت اليابان وإيطاليا عمليات توسعية عدوانية في آسيا وأفريقيا على التوالي، مما زاد من التوتر الدولي وقلل من فرص السلام.

*

غزو بولندا:

يُعتبر غزو بولندا من قبل ألمانيا في 1 سبتمبر 1939 الحدث المباشر الذي أطلق شرارة الحرب العالمية الثانية. أدى هذا الغزو إلى إعلان بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا، مما أدى إلى اندلاع الحرب على نطاق واسع.


باختصار، اندلعت الحرب العالمية الثانية نتيجة لتضافر عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، كان من أهمها فشل معاهدة فرساي، الكساد الكبير، صعود الأنظمة الدكتاتورية المتطرفة، فشل عصبة الأمم، سياسة التهدئة، والعدوانية اليابانية والإيطالية. يُعتبر غزو بولندا الحدث الحاسم الذي أدى إلى انطلاق الحرب بشكل فعلي.