قامت الثورة المهدية في السودان نتيجة لتراكم العديد من الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، ويمكن تلخيصها فيما يلي :

أسباب سياسية:

*

الاستعمار التركي والظلم الإداري:

كانت الحكم التركي في السودان فاسداً، مُعتمداً على نظام حكم إقطاعي قاسٍ، حيث عانى السودانيون من الضرائب الباهظة والفساد المستشري بين المسؤولين الأتراك والولاة. لم يكن هناك عدل في القضاء، وغاب الأمن والأمان، مما أدى إلى استياء شعبي واسع.
*

الضعف السياسي للدولة العثمانية:

عانت الدولة العثمانية من الضعف والتشرذم الداخلي، ما أدى إلى ضعف سيطرتها على ولاياتها البعيدة، بما فيها السودان، مما فتح المجال أمام ظهور حركات تمرد وتحدي للسلطة المركزية.
*

الصراعات القبلية:

كانت هناك صراعات بين القبائل السودانية المختلفة، بعضها دعمت المهدي، والبعض الآخر عارضه، لكن الظلم العام و سوء الحكم ساهم في تعميق هذه الصراعات ودفع العديد من القبائل للانضمام إلى الثورة.

أسباب اقتصادية:

*

الضرائب الباهظة:

كان عبء الضرائب المُفرطة مُرهقاً للشعب السوداني، خاصةً في ظل سوء الأحوال المعيشية وندرة الموارد.
*

الفقر والجوع:

انتشر الفقر والجوع بشكل واسع في السودان نتيجة لسوء الإدارة الاقتصادية، مما زاد من استياء السكان و دفَعَهم للانضمام إلى الثورة أملاً في تحسين أوضاعهم.

أسباب اجتماعية:

*

التفاوت الطبقي:

كان هناك تفاوت كبير بين طبقات المجتمع السوداني، حيث حظيت طبقة قليلة بامتيازات كبيرة، بينما عانت الغالبية العظمى من الفقر والظلم.
*

عدم المساواة:

لم يكن هناك عدل اجتماعي، بل ساد التمييز بين الناس على أسس قبلية أو طائفية.

أسباب دينية:

*

دعوة محمد أحمد المهدي:

برز محمد أحمد بن عبد الله (المهدي) بدعوته الدينية التي حظيت بتأييد واسع من قبل شرائح كبيرة من الشعب السوداني، خاصةً المستاءين من الظلم والفساد. وقد استغل المهدي الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة للدعاية لدعوته.
*

الشعور بالإحباط من الواقع:

كان هناك شعور واسع بالإحباط من الوضع القائم، وقد وجد العديد من السودانيين في دعوة المهدي أملًا في التغيير نحو الأفضل.


باختصار، لم تكن الثورة المهدية نتيجة سبب واحد، بل كانت نتاج تضافر العديد من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، التي أدت إلى انفجار غضب شعبي عارم أدى إلى قيام هذه الثورة.