لم تنته الحضارة الفرعونية بشكل مفاجئ أو في حدث واحد، بل كانت عملية تدريجية امتدت لقرون. لا يوجد سبب وحيد، بل مجموعة من العوامل المترابطة أدت إلى نهايتها :

*

الغزو والاحتلال:

سلسلة من الغزوات الخارجية لعبت دوراً حاسماً. فبعد فترة من الضعف الداخلي، استولى الهكسوس على مصر السفلى (الدلتا) في عصر الدولة الوسطى. ثم أتى الاحتلال الآشوري، والحكم الكوشي، والفارسية، واليونانية (عصر الإسكندر الأكبر)، والرومانية. كل غزو أدى إلى تغييرات سياسية وثقافية واقتصادية كبيرة، مما أدى إلى تآكل الهوية الفرعونية تدريجياً.

*

الضعف الداخلي:

شهدت مصر فترات من الضعف الداخلي والانقسام السياسي بين ملوك مختلفين أو بين الشمال والجنوب. أدت هذه الصراعات إلى إضعاف الاقتصاد والبنية التحتية، مما جعلها عرضة للغزو.

*

التغيرات المناخية:

بعض النظريات تشير إلى أن التغيرات المناخية، مثل فترات الجفاف الطويلة، أثرت على الزراعة وموارد المياه، مما أدى إلى عدم استقرار سياسي واجتماعي.

*

الامراض:

انتشار الأوبئة والأمراض قد ساهم في ضعف السكان وتقويض قدرة الدولة على الحفاظ على النظام.

*

الاستيعاب الثقافي:

مع مرور الوقت، تم استيعاب الثقافة الفرعونية تدريجياً في ثقافات الغزاة، خاصة مع سيطرة اليونانيين والرومان. ولكن هذا الاستيعاب لم يكن يعني بالضرورة زوال الثقافة الفرعونية تماماً، حيث استمرت بعض العناصر منها بالظهور.

باختصار، انتهت الحضارة الفرعونية بشكل تدريجي نتيجة مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية المترابطة على مدى قرون، وليس حدثًا مفاجئًا. بعض العناصر من الثقافة الفرعونية بقيت موجودة بعد "النهاية" التقليدية للحكم الفرعوني المباشر، ولكن ببطء خضعت للتحول والاندماج مع ثقافات أخرى.