Loading...





للسوريين فقط - تابع اخبار الدولار وحقق ارباح








الرئيسية/تعليم/مقال عن جمال اللغة العربية


مقال عن جمال اللغة العربية

عدد المشاهدات : 11
أ.محمد المصري

حرر بتاريخ : 2025/01/19





## جمال اللغة العربية : بحرٌ من المعاني، وسماءٌ من البلاغة

تُعتبر اللغة العربية لغةً ساميةً غنيةً، ذات تاريخٍ عريقٍ، وحضارةٍ مزدهرةٍ. فلا يتوقف جمالها عند كونها لغةً مقدسة، بل يتجاوز ذلك ليُشمل بنيتها الصوتية، وقواعدها النحوية، وبلاغتها الفذة، وثرائها اللغوي الهائل. إنها لغةٌ تستحق الدراسة والتقدير والإعجاب، لما تحويه من أسرارٍ خفيةٍ، ومعانٍ عميقةٍ.

أول ما يلفت النظر في جمال اللغة العربية هو

بنائها الصوتي الموسيقي

. تتميز بمجموعةٍ واسعةٍ من الحروف والكلمات، تتداخل فيها الأصوات الرخيمة والخشنة، لتُشكل نغماتٍ جميلةً، وتُعطي الكلام إيقاعًا ساحرًا. وتُعزز هذه الموسيقية بوجود علم العروض الذي يُنظم الشعر، ويُضفي عليه جمالًا إضافيًا. فهو ليس مجرد قافيةٍ، بل هو تنظيمٌ دقيقٌ للأوزان، يُشكل لوحةً فنيةً من الكلام.

أما

قواعدها النحوية

فهي دقةٌ متناهيةٌ، وترتيبٌ بديعٌ. تُعتبر من أكثر اللغات تعقيدًا، ولكن هذا التعقيد يُضيف لها جمالًا خاصًا، حيث تُتيح إمكانية التعبير عن الفكرة بأكثر من طريقة، وتُعطي الكلام دقةً ووضوحًا. وتلك القواعد ليست مجرد قواعدٍ جافةٍ، بل هي وسائلٌ تُمكن المتحدث من التعبير عن أدق التفاصيل، وعن أعمق المشاعر.

وليس هذا فحسب، بل إن

بلاغة اللغة العربية

تُعتبر من أروع ما وصلت إليه اللغات البشرية. تُمتاز بقدرتها الفائقة على التعبير عن المعاني بأسلوبٍ بليغٍ، مُستخدمةً أساليبَ بلاغيةً متعددةً، مثل الاستعارة، والكناية، والمجاز، والتشبيه، وغيرها. فهذه الأساليب تُضيف إلى الكلام رونقًا خاصًا، وتُجعله أكثر تأثيرًا، وأقوى رسوخًا في الذاكرة. فالشعر العربي، والنثر العربي، شاهدان على هذه البلاغة العالية.

أما

ثراء اللغة العربية

فهو لا يُحصى. تحتوي على مفرداتٍ هائلةٍ، تُغطي جميع مناحي الحياة، وتُلائم جميع الأزمان والأمكنة. وقد ازداد هذا الثراء بمرور القرون، نتيجة لتراكم المعرفة، وتطور الحضارة الإسلامية. هذا الثراء يُمكن الكاتب والشاعر من التعبير عن أفكاره بمرونةٍ ودقةٍ، ويُتيح له اختيار الكلمة المناسبة في المكان المناسب.

باختصار، جمال اللغة العربية ليس جمالًا شكلًا فقط، بل هو جمالٌ جوهريٌ يتغلغل في بنيتها، وقواعدها، وبلاغتها، وثرائها. فهي لغةٌ تستحقُ الدراسة والتقدير والإعجاب، وهي لغةٌ تُلهم الإبداع، وتُحفز على البحث والتأمل، لغةٌ ستبقى خالدةً، وتُمثل إرثًا ثمينًا للحضارة الإنسانية.

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد