العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة تعسفية إلى حد كبير، ولكنها علاقة أساسية في اللغة والتفاهم البشري. الدال هو الرمز اللغوي نفسه (الكلمة المكتوبة أو المنطوقة أو الصورة أو الإشارة)، والمدلول هو الشيء أو المفهوم الذي يشير إليه الدال.
هناك عدة وجوه لهذه العلاقة :
*
التعسف:
لا يوجد رابط طبيعي أو ضروري بين الدال والمدلول. فمثلاً، لا يوجد سبب منطقي لكون الكلمة "شجرة" هي الكلمة التي نستخدمها للإشارة إلى شجرة، لأن لغات مختلفة تستخدم كلمات مختلفة تمامًا لنفس الشيء. هذه التعسفية هي ما يسمح بوجود لغات متعددة.
* التقليدية:
العلاقة بين الدال والمدلول تقليدية، بمعنى أنها تتولد وتُحافظ عليها من خلال الاستخدام المشترك ضمن مجتمع لغوي معين. يُتفق على معنى الكلمات ضمن مجتمع ما، ويُعلم للأجيال الجديدة.
* الترابط:
بالرغم من كونها تعسفية، إلا أن العلاقة بين الدال والمدلول ترابطية، بمعنى أن الدال يُستدعي عندما نفكر في المدلول، والعكس صحيح. عندما نسمع كلمة "شجرة"، تتبادر إلى ذهننا صورة أو مفهوم شجرة.
* التعددية:
قد يكون للدال مدلول واحد أو أكثر، حسب السياق. فمثلاً كلمة "بنك" قد تشير إلى بنك النهر أو بنك المال. هذا ما يُعرف بالغموض أو تعدد الدلالة.
* الاستعارة:
تعتمد الاستعارة على خلق علاقة جديدة بين الدال والمدلول، عن طريق ربط مدلولين متشابهين أو مترابطين. مثلاً، عندما نقول "قلبه من حجر"، فنحن نستخدم دال "حجر" للإشارة إلى مدلول "قسوة القلب".
باختصار، العلاقة بين الدال والمدلول علاقة مُعقدة تتجاوز مجرد الإشارة المباشرة. فهي علاقة تعسفية، تقليدية، ترابطية، ومتعددة الاحتمالات، وتعتمد بشكل كبير على السياق والفهم المشترك داخل المجتمع اللغوي.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |