الفرق الرئيسي بين المنهج التاريخي والمنهج الاجتماعي يكمن في

التركيز والهدف

، على الرغم من وجود تداخل كبير بينهما :

المنهج التاريخي:

*

التركيز:

يركز على دراسة الماضي وفهم الأحداث والظواهر التاريخية كما حدثت في سياقها الزمني. يهتم بتتبع التطور والتحول عبر الزمن، وكيفية ارتباط الأحداث ببعضها البعض لتشكيل صورة متكاملة عن الماضي.
*

الهدف:

وصف، تفسير، وربط الأحداث التاريخية لتكوين فهم شامل لعملية التطور عبر الزمن. يهتم بفهم "ما حدث" و"كيف حدث" وليس بالضرورة "لماذا حدث" بشكل عام، وإن كان ذلك جزءًا من التفسير.
*

الأساليب:

يعتمد على مصادر تاريخية أولية (مثل الوثائق، الرسائل، الشهادات العينية) وثانوية (مثل الكتب والمقالات التاريخية) للتحليل والتفسيرات. يستخدم تقنيات مثل التحليل النقدي للمصادر، والمقارنة، والتأريخ، والربط بين الأحداث.
*

مثال:

دراسة تاريخ ثورة أكتوبر الروسية، مع التركيز على تواريخ الأحداث، واللاعبين الرئيسيين، ونتائجها المباشرة.

المنهج الاجتماعي:

*

التركيز:

يركز على دراسة التفاعلات الاجتماعية، والبنى الاجتماعية، والثقافات، وأنماط السلوك الإنساني في المجتمعات المختلفة. يهتم بفهم العلاقة بين الأفراد والمجتمع، وكيفية تشكيل المجتمعات لسلوك الأفراد، والعكس.
*

الهدف:

فهم وتفسير السلوك الاجتماعي، والعلاقات الاجتماعية، والهياكل الاجتماعية، والتغيرات الاجتماعية. يهتم بفهم "لماذا حدث" و "ما هي العوامل التي ساهمت في حدوثه".
*

الأساليب:

يستخدم مجموعة متنوعة من الأساليب البحثية، بما في ذلك الملاحظة، والمقابلة، والاستبيان، وتحليل البيانات الكمية والكيفية. قد يركز على دراسة المجتمعات المعاصرة أو دراسة المجتمعات عبر الزمن، ولكن مع التركيز على الجوانب الاجتماعية.
*

مثال:

دراسة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك الاجتماعي للشباب، أو دراسة التفاوت الطبقي في مجتمع معين.

التداخل:

يوجد تداخل كبير بين المنهجين، حيث يمكن للمنهج الاجتماعي استخدام المصادر التاريخية لفهم التغيرات الاجتماعية عبر الزمن، كما يمكن للمنهج التاريخي استخدام الأساليب الاجتماعية لفهم السياق الاجتماعي للأحداث التاريخية. فدراسة تاريخ الثورة الروسية، مثلاً، ستحتاج إلى فهم السياق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لذلك العصر لفهم أسبابها ونتائجها بشكل كامل. وبالمثل، فإن فهم التفاوت الطبقي يتطلب دراسة تاريخية للتطور الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع.

باختصار، يدرس المنهج التاريخي

ما حدث

في الماضي، بينما يدرس المنهج الاجتماعي

كيف يعمل

المجتمع (وذلك قد يشمل دراسة الماضي، لكنه يركز على فهم العلاقات الاجتماعية والأنماط السلوكية).