اتفق القدماء على تعريف البلاغة بشكل عام، لكنهم اختلفوا في تفاصيله وتركيزهم على جوانب محددة. يمكن تلخيص تعريفاتهم في النقاط التالية :

*

إصابة القلوب والأذهان:

هذا هو جوهر تعريف البلاغة عند أغلب القدماء. فالبلاغة ليست مجرد إتقان للغة، بل هي قدرة الكلام على التأثير في النفس، إما إقناعاً أو إثارةً للعواطف أو إمتاعاً. فالكلام البليغ يُصيب هدفه في نفوس السامعين أو القراء.

*

حسن التعبير:

يتفق معظمهم على أن البلاغة تتضمن حسن اختيار الألفاظ، وترتيبها بطريقة جميلة وجذابة، ما يجعل الكلام واضحاً، سلساً، ومُمتعاً للاستماع أو القراءة.

*

البيان والدلالة:

بعضهم ركز على قدرة الكلام البليغ على إيصال المعنى بدقة ووضوح، والتعبير عنه بأفضل صورة ممكنة، بحيث لا يُبقى أي لبس أو غموض.

*

التأثير:

الهدف الأسمى للبلاغة هو التأثير في المتلقي، سواءً كان هذا التأثير إقناعاً، تحريضاً، ترويعاً، أو غيرها من المشاعر والأحاسيس. هذا التأثير ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة لإتقان أدوات البلاغة وإستخدامها بذكاء.

*

الاتقان والكمال:

بعضهم اعتبر البلاغة إتقاناً للكلام، ووصوله إلى درجة الكمال في الأداء، بحيث لا يمكن إضافته أو طرح منه شيء دون الإخلال بجماله وتأثيره.


باختصار، يمكن القول أن تعريف البلاغة عند القدماء يتجاوز مجرد إتقان اللغة، ليصل إلى

قدرة الكلام على التأثير في القلوب والأذهان من خلال حسن التعبير، ووضوح الدلالة، وجمال الأسلوب.

وقد اختلفوا في التأكيد على جانب دون آخر، لكنهم اجتمعوا على أهمية إصابة الهدف من خلال الكلام.