الفرق بين الصور البيانية والمحسنات البديعية يكمن في جوهرهما ووظيفتهما في الكلام :

الصور البيانية:

هي وسائل بلاغية تُشَبِّهُ شيئاً بشيء آخر لإظهار معنى أو إيحاء به بشكلٍ أكثر وضوحاً أو جمالاً. فهي تعتمد على

التشبيه

أساساً، سواء كان صريحاً أو ضمنياً، وهدفها الأساسي هو

إبراز المعنى وتوضيحه

بطريقة مُؤثرة وجذابة. أمثلتها: التشبيه، الاستعارة، الكناية، المجاز المرسل.

المحسنات البديعية:

هي وسائل بلاغية تُضفي على الكلام

جمالاً موسيقياً وبلاغياً

دون بالضرورة أن تُشَبِّه أو توضح معنىً معيناً بشكل مباشر. تركز على الجوانب الصوتية والمعنوية للكلام، بهدف إثراءه وتنويعه وجعله أكثر تأثيراً. أمثلتها: السجع، الجناس، الروي، الطباق، الاشتقاق.

باختصار:

*

الصور البيانية:

توَضِّح

وتُبرز المعنى من خلال التشبيه والتماثل. الهدف: الوضوح والتأثير المعنوي.
*

المحسنات البديعية:

تُضيف

جمالاً موسيقياً

و

تنوعاً

للكلام. الهدف: الجمال الصوتي والمعنوي.

مثال توضيحي:

الجملة: "قلبُهُ صخرٌ"

* تُعَدّ صورة بيانية (استعارة) لأنها تشبه القلب ب الصخر للإشارة إلى قسوة القلب. هنا، هدف الكلام هو إيضاح معنى قسوة القلب.

الجملة: "سَمعْتُ صَوتَ الْبَحْرِ يَضْرِبُ الشَّطَّةَ"

* قد تُعَدُّ جملاً تضمّ محسنات بديعة مثل السجع (يضرب الشطّة) لإضافة جمال موسيقي. الهدف هنا ليس توضيح معنى بقدر ما هو إضفاء جمال صوتي على الكلام.

في بعض الأحيان، قد تتداخل الصور البيانية والمحسنات البديعية في جملة واحدة، حيث تُستخدم الصور البيانية لإبراز المعنى، وتُستخدم المحسنات البديعية لإضافة جمال موسيقي لها.