تتميز اللسانيات الحديثة بمجموعة من الخصائص التي تميزها عن اللسانيات التقليدية، وتشمل هذه الخصائص :
1. التركيز على الوصف بدلاً من الحكم:
تبتعد اللسانيات الحديثة عن الحكم على "صحة" أو "خطأ" اللهجات أو الأنماط اللغوية المختلفة، وتركز بدلاً من ذلك على وصفها و تحليلها بشكل موضوعي. فكل لهجة أو نمط لغوي له قواعده الخاصة ووظائفه الاجتماعية.
2. استخدام منهجيات علمية دقيقة:
تعتمد اللسانيات الحديثة على المنهج العلمي في جمع البيانات وتحليلها، باستخدام الأدوات الإحصائية والكمية والملاحظة المنهجية، وبناء النظريات القابلة للاختبار.
3. التركيز على البنية: تُولي اللسانيات الحديثة اهتمامًا كبيرًا بالبنية الداخلية للغة، سواء كانت بنية الأصوات (الصوتيات)، أو بنية الكلمات (التصريف)، أو بنية الجمل (النحو). وهي تبحث في العلاقات بين هذه المستويات المختلفة.
4. التنوع في المناهج:
لا تقتصر اللسانيات الحديثة على منهج واحد، بل تتضمن مجموعة متنوعة من المناهج والنظريات، مثل:
* النحو التوليدي:
يركز على قدرة الإنسان على توليد عدد لا نهائي من الجمل من خلال مجموعة محدودة من القواعد.
* اللسانيات الوظيفية:
ترى أن وظائف اللغة في السياقات الاجتماعية والتواصلية تشكل العامل الأساسي في تشكيلها.
* اللسانيات النفسية:
تهتم بالعمليات المعرفية التي تقف وراء فهم اللغة واستخدامها.
* اللسانيات الاجتماعية:
تدرس العلاقة بين اللغة والمجتمع، وتأثير العوامل الاجتماعية على استخدام اللغة.
* اللسانيات التاريخية المقارنة:
تتتبع تطور اللغات عبر الزمن، وتدرس العلاقات بين اللغات المختلفة.
5. استخدام الحاسوب في تحليل البيانات: أصبحت الحواسيب أداة أساسية في اللسانيات الحديثة، حيث تُستخدم في معالجة كميات كبيرة من البيانات اللغوية، وفي بناء نماذج لغوية وتحليلها.
6. الأهمية المتزايدة للبيانات الضخمة:
مع تزايد توفر البيانات اللغوية الرقمية (كوربوس)، أصبحت اللسانيات الحديثة قادرة على إجراء تحليلات أكثر شمولية ودقة على الظواهر اللغوية المختلفة.
باختصار، اللسانيات الحديثة هي مجال ديناميكي ومتطور يستخدم منهجيات علمية متقدمة لفهم بنية اللغة ووظيفتها وتطورها في سياقاتها الاجتماعية والعصبية والحسابية.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |