Loading...





للسوريين فقط - تابع اخبار الدولار وحقق ارباح








الرئيسية/تعليم/نشأة علم اللغة الاجتماعي


نشأة علم اللغة الاجتماعي

عدد المشاهدات : 8
أ.محمد المصري

حرر بتاريخ : 2025/01/19





نشأة علم اللغة الاجتماعي ليست حدثًا مفاجئًا بل هي عملية تطورية امتدت لعقود، بل وقرون، متأثرة بتطورات في مجالات متعددة. لا يمكن تحديد تاريخ محدد لبدايته، لكن يمكن تحديد مراحل رئيسية في تطوره :

المرحلة الأولى: التأسيس المبكر (قبل منتصف القرن العشرين):



*

التأثيرات الفلسفية والأدبية:

فلاسفة ولغويون مثل فرضية ساسير حول العلاقة بين اللغة والنظام الاجتماعي كان لها تأثير بالغ. كما أن دراسات الأدب ولهجات المناطق المختلفة ساهمت في الوعي باختلافات اللغة حسب السياق الاجتماعي.
*

الأنثروبولوجيا اللغوية:

بدأت دراسات الأنثروبولوجيا اللغوية في تسليط الضوء على العلاقة بين اللغة والثقافة، وكيف تعكس اللغة الهياكل الاجتماعية والثقافية للمجتمعات. العلماء الأوائل في هذا المجال، مثل فرانز بواس وإدوارد سابير، وضعوا الأساس لفهم أهمية السياق الاجتماعي في دراسة اللغة.
*

علم اللهجات (Dialectology):

دراسة اللهجات المحلية واختلافاتها الجغرافية، ساهمت في فهم التنوع اللغوي وارتباطه بالهوية الجغرافية والاجتماعية.


المرحلة الثانية: التبلور والتطور (منتصف القرن العشرين حتى الآن):



*

ظهور علم اللغة الوصفي (Descriptive Linguistics):

أدى التركيز على وصف اللغات المختلفة، دون أحكام قيمية، إلى فهم أفضل للتنوع اللغوي وتأثير العوامل الاجتماعية عليه.
*

أعمال ويليم لابوف:

يُعتبر ويليم لابوف من أهم رواد علم اللغة الاجتماعي، بأبحاثه الرائدة التي استخدمت مناهج كمية في دراسة الاختلافات اللغوية المرتبطة بالطبقة الاجتماعية، والعمر، والجنس، وغيرها. أعماله حول /r/ في مدينة نيويورك مثال بارز على هذه المناهج.
*

النموذج السوسيولنجوي:

تطورت نماذج تحليلية جديدة، مثل النموذج السوسيولنجوي، الذي يركز على دراسة العلاقة بين اللغة والسياق الاجتماعي، والتي أظهرت أن الاختيار اللغوي ليس عشوائياً بل هو مدفوع بعوامل اجتماعية.
*

التخصصات الفرعية:

تفرعت دراسات علم اللغة الاجتماعي لتشمل تخصصات فرعية مثل: علم اللغة الاجتماعي التعليمي، علم اللغة الاجتماعي الاتصالي، علم اللغة الاجتماعي السياسي، وعلم نفس اللغة الاجتماعي.


باختصار، نشأة علم اللغة الاجتماعي كانت عملية تراكمية، مستمدة من عدة تيارات فكرية، وتطورت بفضل إسهامات باحثين رائدين في مجالات متعددة. ولم ينتهِ تطوره بعد، فلا يزال مجالًا نابضًا بالحياة، يتفاعل باستمرار مع التغيرات الاجتماعية والثقافية.

التعليقات

اضافة تعليق جديد

الإسم
البريد ( غير الزامي )
لم يتم العثور على تعليقات بعد