تقديم المبتدأ على الخبر في اللغة العربية هو أسلوبٌ لغويٌّ يُغيّر ترتيب الجملة النموذجيّ (خبر ثمّ مبتدأ). بدلاً من الترتيب الاعتيادي (خبرٌ مبتدأٌ)، يُقدّم المبتدأ على الخبر ليصبح (مبتدأٌ خبرٌ). هذا التقديم يُؤثّر على المعنى والدلالة، وله عدة أسباب :
أسباب تقديم المبتدأ على الخبر:
* التّوكيد:
يُقدّم المبتدأ للتّوكيد على أهمّيته، ويُبرزُهُ أكثر من الخبر. مثال: الكتابُ
قيمٌ جداً. (هنا، يُبرزُ تقديم "الكتابُ" أهميّته ويثبته كمحور الجملة.)
* الاستفهام:
في الجمل الاستفهامية، غالباً ما يُقدّم المبتدأ للتّأكيد على ما يُسأل عنه. مثال: أحمدٌ
نجحَ في الامتحان؟
* التّعجب:
يُقدّم المبتدأ في الجمل التعجبيّة لزيادة التأثير والتّعجب. مثال: جمالُ
هذا المنظر!
* الابتداء:
يُقدّم المبتدأ ليكون بمثابة "موضوع" الجملة الذي سيتحدّث عنه الخبر. مثال: الليلُ
هادئٌ وجميل.
* التّخصيص:
قد يُقدّم المبتدأ لتحديد وتخصيص شيءٍ مُعيّن. مثال: ذلكَ الرجلُ
هو المسؤول.
* البيان:
قد يُقدّم المبتدأ ليُبيّن ما سيُحدّث عنه الخبر بمزيد من الوضوح.
أثر تقديم المبتدأ:
* التّغيير في النّبرة والايقاع:
يغيّر تقديم المبتدأ من نبرة الجملة و إيقاعها، مما يُؤثر على المعنى.
* زيادة التركيز:
يُزيد من تركيز السّامع أو القارئ على المبتدأ.
* التّعبير عن المشاعر:
يساهم في التّعبير عن مشاعر المتكلم مثل التعجب أو التّوكيد.
خلاصة:
تقديم المبتدأ على الخبر ليس خرقاً للقواعد النحوية، بل هو أسلوب بلاغيّ يُضفي على الكلام جمالاً وبلاغةً ويُعبّر عن دلالاتٍ مُختلفة حسب السياق. اختيار تقديم المبتدأ يُعتمد على المعنى المراد إيصاله والأسلوب الذي يرغب الكاتب أو المتكلم في اتباعه.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |