شهدت النهضة الأوروبية (عادة ما تُحدد بين القرن الرابع عشر والـ17) تحولات جذرية في مختلف جوانب الحياة الأوروبية. يمكن تلخيص مظاهرها الرئيسية على النحو التالي :
1. التغيرات الفكرية والثقافية:
*
العودة إلى الكلاسيكيات: اهتمام متجدد بأعمال الفلاسفة والكتاب والفنانين اليونانيين والرومانيين، مما أدى إلى دراسة النصوص الأصلية وتأويلها بطرق جديدة.
*
الإنسانية: التركيز على الإنسان وقيمه وقدراته، بدلاً من التركيز حصراً على الدين والآخرة. تم الاحتفاء بالإبداع البشري والفكر النقدي.
*
التشكيك الديني: ظهور أفكار جديدة تتحدى سلطة الكنيسة الكاثوليكية، وتسعى إلى إصلاحها أو استبدالها. شهدت هذه الفترة بروز البروتستانتية.
*
التقدم العلمي: ظهور منهجية علمية جديدة تعتمد على الملاحظة والتجربة، بدلاً من الاعتماد على السلطة الدينية أو الفلسفية القديمة. أسماء مثل كوبرنيكوس وجاليليو ونيوتن تمثل هذه الثورة.
*
الطباعة: اختراع الطباعة المتحركة أدى إلى انتشار المعرفة بسرعة أكبر من أي وقت مضى، مما ساهم في نشر الأفكار الجديدة.
2. التغيرات السياسية والاجتماعية:
* ظهور الدول القومية:
تطور الدول المركزية القوية، بدلاً من النظام الإقطاعي الضعيف والمتشتت.
* نمو المدن:
ازدهار المدن وتطور الطبقات التجارية والصناعية.
* التوسع الاستعماري:
بدء مرحلة التوسع الاستعماري الأوروبي في أفريقيا وآسيا والأمريكتين.
* استبدال النظام الإقطاعي:
بدأ تراجع النظام الإقطاعي تدريجياً لصالح أنظمة اقتصادية واجتماعية جديدة.
* تطور البرلمانات:
ظهور برلمانات قوية في بعض الدول الأوروبية، مما ساهم في الحد من سلطة الملوك.
3. التغيرات الفنية:
*
الفن الديني والمدني: تنوع الفنون، وظهور أساليب جديدة في الرسم والنحت والعمارة، مثل عصر النهضة المبكرة، وعصر النهضة العالي، وعصر النهضة المتأخرة (الباروك).
*
الواقعية والمنظور: التركيز على الواقعية في الفن، واستخدام تقنيات جديدة مثل المنظور.
*
أسماء بارزة: ليوناردو دافنشي، مايكل أنجلو، رافائيل، دوناتيلو، وغيرهم.
4. التغيرات الاقتصادية:
* الرأسمالية:
ظهور بذور الرأسمالية الحديثة، مع نمو التجارة والبنوك.
* الاكتشافات الجغرافية:
اكتشاف طرق بحرية جديدة إلى الهند والصين وأمريكا، مما أدى إلى توسع التجارة الأوروبية بشكل كبير.
* التجارة العالمية:
تطور التجارة الدولية على نطاق واسع.
من المهم أن نلاحظ أن النهضة لم تحدث بشكل متزامن أو موحد في جميع أنحاء أوروبا، وأن تأثيرها تباين من منطقة إلى أخرى. كما أنها لم تكن فترة مثالية، حيث شهدت أيضاً صراعات دينية وحروبًا دموية. ولكنها على الرغم من ذلك، تمثل نقطة تحول هامة في تاريخ أوروبا والعالم.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |