تُعرف عملية تحلل الجثة بتحليل الأنسجة والخلايا بعد الموت. وهي عملية معقدة تتأثر بعوامل متعددة، وتنقسم بشكل عام إلى عدة مراحل :
1. مرحلة التغيير الطور الأول (Pale mortis، Livor mortis، Rigor mortis):
*
Pale mortis (شحوب الموت): بعد توقف القلب عن النبض، يتوقف الدم عن الدوران، مما يؤدي إلى شحوب الجلد.
*
Livor mortis (تكدمات الموت): نتيجة لفعل الجاذبية، يتجمع الدم في أجزاء الجسم السفلى، مسبباً تغير لون الجلد إلى أزرق-أرجواني في تلك المناطق. يبدأ هذا التغيير بعد ساعة تقريباً من الموت.
*
Rigor mortis (تيبس الموت): يتصلب العضلات بسبب نقص الأكسجين و تراكم حمض اللاكتيك. يبدأ هذا التيبس في عضلات الوجه أولاً وينتشر تدريجياً إلى باقي الجسم، عادةً بعد 2-6 ساعات من الموت، ويستمر لمدة 24-36 ساعة، ثم يزول تدريجياً.
2. مرحلة التورم (Bloating):
* تبدأ البكتيريا الموجودة في الجهاز الهضمي بالنمو والتكاثر، مسببة إنتاج الغازات. هذا يؤدي إلى انتفاخ البطن، وتغير لون الجلد، وظهور فقاعات غازية تحت الجلد. تبدأ هذه المرحلة عادةً بعد يوم أو يومين من الموت، وتستمر لعدة أيام.
3. مرحلة التحلل النشط (Active Decay):
* في هذه المرحلة، تتحلل الأنسجة الرخوة بسرعة أكبر. يزداد حجم الغازات، ويساهم في تمزق الأوعية الدموية والأعضاء الداخلية. تبدأ الحشرات مثل ذباب الجيف بالتجمع على الجثة، وتضع بيضها الذي يفقس ليستهلك الأنسجة. هذه المرحلة تستمر لعدة أسابيع، حسب الظروف البيئية.
4. مرحلة التحلل المتأخر (Advanced Decay):
* في هذه المرحلة، تقل كمية الأنسجة الرخوة بشكل كبير. تبقى فقط العظام والأجزاء الليفية الأكثر مقاومة للتحلل. تستمر الحشرات والميكروبات في العمل على تحليل ما تبقى من الأنسجة. هذه المرحلة قد تستمر لعدة أشهر أو سنوات.
5. مرحلة الهيكلة العظمية (Skeletalization):
* في هذه المرحلة النهائية، لا تبقى سوى الهيكل العظمي. قد تستمر بعض الأنسجة الرخوة المقاومة للتحلل مثل الأربطة، ولكن معظم الأنسجة العضلية قد تحللت تمامًا.
العوامل المؤثرة على عملية التحلل:
تتأثر سرعة ومسار عملية التحلل بعوامل كثيرة، منها:
*
درجة الحرارة: درجات الحرارة العالية تسرع من عملية التحلل، بينما درجات الحرارة المنخفضة تبطئها.
*
الرطوبة: الرطوبة العالية تسرع من عملية التحلل، بينما الجفاف يبطئها.
*
وجود الحشرات: الحشرات تلعب دوراً رئيسياً في تحليل الجثة.
*
وجود الحيوانات: الحيوانات المفترسة والقاذفات قد تلتهم أجزاء من الجثة وتؤثر على معدل التحلل.
*
الظروف البيئية: مثل وجود تربة رملية أو طينية، ونوع النباتات.
*
سبب الوفاة: بعض أسباب الوفاة قد تؤثر على سرعة التحلل.
ملاحظة: هذه المراحل عامة، والمدة الزمنية لكل مرحلة قد تختلف بشكل كبير بناءً على العوامل المذكورة أعلاه. كما أن معرفة مراحل التحلل دقيقة جداً وهي من المجالات الرئيسية في علم الطب الشرعي.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |