فيكتوريا، ابنة تاجر حرير ثري في مدينة إسطنبول القديمة، لم تكن كباقي بنات جنسها. بينما كنّ يمارسن فنون الخياطة والتطريز، كانت فيكتوريا تغوص في عالم الكتب والقصص، مخفيةً بين رفوف مكتبة أبيها الضخمة. لم تكن تهتم بزخارف القصور ولا حفلات الزفاف، بل كانت تفضل عالم الحروف والكلمات.
كان أبيها رجلاً تقليدياً، يحلم بزواجها من أحد التجار الأثرياء، لكن فيكتوريا كانت تحلم بشيء آخر. حلمت برحلة إلى الغرب، إلى بلادٍ مليئة بالمعارف والعلوم، بلادٍ سمعت عنها في الكتب القديمة.
ذات يوم، وصلت إلى إسطنبول بعثةٌ علمية فرنسية، جاءت لدراسة تاريخ المدينة العريق. أُعجبت فيكتوريا بباحثٍ شابٍ يُدعى جوليان، كان مُعجباً بذكائها وقدرتها على التحدث بالفرنسية بطلاقة. تبادلا الحديث لساعات طويلة عن التاريخ والأدب والفلسفة، ووجدت فيكتوريا في جوليان شريكاً لفكرها وشغفها بالمعرفة.
ولكن علاقتهما لم تكن سهلة. أبي فيكتوريا، عندما اكتشف علاقتهما، غضب غضباً شديداً. هددها بالحرمان من كل شيء إن لم تنقطع عن جوليان. لكن فيكتوريا، التي تعودت على قراءة قصص البطولات والتحدي، قررت تحدي عاداتها وتقاليد مجتمعها.
استغلت فرصة سفر جوليان إلى باريس، وخططت للذهاب معه سرا. بمساعدة خادمتها المخلصة، تمكنت من الفرار من قصر أبيها خلال الليل، محملة ببعض أغراضها وبعض الكتب التي كانت تعتبرها أغلى من الجواهر.
سافرت فيكتوريا مع جوليان إلى باريس، حيث واجهت صعوباتٍ كبيرة. لم تكن معتادة على حياة الغرب، وكانت تفتقد عائلتها وبلدها. ولكن شغفها بالمعرفة ودعم جوليان ساعداها على التغلب على تلك الصعوبات.
في باريس، واصلت فيكتوريا تعليمها، وعملت في مكتبةٍ صغيرة. نشرت بعض مقالاتها في بعض الصحف المحلية، وسرعان ما أصبحت اسمًا معروفًا في الأوساط العلمية. استطاعت أن تجمع بين عاداتها الشرقية وحريتها الغربية، مُثبتةً أنها امرأة استثنائية تستطيع التوفيق بين حلمها ورغبتها في التغيير.
قصة فيكتوريا قصة تحرر وتحدي، قصة امرأة كسرت قيود التقاليد وسعت لتحقيق طموحاتها، قصة تلهم كل من يجرؤ على السعي وراء أحلامه، مهما كانت الصعوبات.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |