رواية "الصبية والليل" للكاتب الجزائري واسيني الأعرج هي رواية ذات طابع سيري ذاتي، تتناول رحلة الكاتب مع ذكرياته وصور طفولته في الجزائر خلال فترة الثورة الجزائرية وما تلاها. لا تتبع الرواية سردًا خطيًا، بل تتجول بين الذكريات والصور والمشاهد، من خلال منظور الراوي البالغ الذي يعود إلى طفولته ويستعيد تفاصيلها.
تتجلى في الرواية علاقة قوية بين الصبية (رمز للبراءة والطفولة) والليل (رمز للغموض والخوف والعنف الذي تعيشه الجزائر في تلك الفترة). وتدور أحداث الرواية حول رحلة البحث عن الذات والهوية، وكيف أثرت أحداث الحرب والعنف في تشكيل شخصية الراوي وعقله الباطن. وتبرز الرواية التناقض بين براءة الطفولة وقسوة الواقع، بين عالم الخيال وعالم الحرب. كما تسلط الضوء على دور المرأة الجزائرية في فترة الثورة وما بعدها، وتبرز دور الأسرة في تشكيل الشخصية.
أسلوب واسيني الأعرج في الرواية مميز، فهو يجمع بين الشعرية والواقعية، ويستخدم اللغة ببراعة ليرسم صورًا بصرية قوية وتعبيرات مؤثرة. وتعتبر "الصبية والليل" من الروايات التي تركت أثرًا واضحًا في الأدب العربي الحديث، بسبب عمقها الفكري وجمال أسلوبها.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |