تُعدّ نظريتا بياجيه وبرونر من النظريات البارزة في علم نفس النمو المعرفي، وكلاهما تتناول كيفية تعلم الأطفال وتطور تفكيرهم، لكنهما تختلفان في عدة جوانب رئيسية :
جان لو بياجيه (Jean Piaget):
* التركيز:
يركز بياجيه على العمليات المعرفية الداخلية
للطفل وكيفية بنائه للمعرفة من خلال التفاعل مع بيئته. يرى أن الطفل يبني بنفسه معرفته من خلال أربع مراحل متعاقبة (مرحلة حسية حركية، مرحلة ما قبل العمليات، مرحلة العمليات الملموسة، مرحلة العمليات المجردة).
* النمو المعرفي:
يعتبر بياجيه النمو المعرفي عملية متسلسلة ومرحلية
، حيث يجب أن يمر الطفل بكل مرحلة بالكامل قبل الانتقال إلى المرحلة التالية. يُعَدّ كل مرحلة جودة معرفية مختلفة عن سابقتها.
* دور البيئة:
البيئة تلعب دورًا هامًا في تحفيز النمو المعرفي، ولكن بياجيه يركز أكثر على إمكانيات الطفل الداخلية
في بناء معرفته. الطفل هو الباحث النشط الذي يبني معرفته بنفسه.
* التعلم:
يُعرف التعلم بأنه بناء هياكل معرفية جديدة
ودمجها مع الهياكل القائمة.
* الاختبار:
يعتمد بياجيه بشكل كبير على الملاحظة والتجارب
لمعرفة مراحل نمو الأطفال المعرفي.
جيروم برونر (Jerome Bruner):
* التركيز:
يركز برونر على دور الثقافة واللغة
في عملية التعلم، ويرى أن التعلم عملية مستمرة ومتغيرة وليس بالضرورة متسلسلة أو مرحلية.
* النمو المعرفي:
يرى برونر أن النمو المعرفي عملية مستمرة
، وأن الأطفال يستطيعون فهم الأفكار المعقدة في سن مبكرة إذا تم تقديمها بطريقة مناسبة. يُؤكد على إمكانية التعلم في أي سن.
* دور البيئة:
البيئة تلعب دورًا حاسمًا
في نمو الطفل المعرفي، وتُساهم اللغة والثقافة في بناء هياكل معرفية محددة.
* التعلم:
يُعرف التعلم بأنه اكتساب تمثيل للعالم
من خلال التجارب والخبرات المختلفة. يُؤكد على أهمية تمثيل المعرفة بشكل رمزي (كالصور والكلمات).
* التعلم عن طريق الاكتشاف:
يبرز دور التعلم النشط
من خلال الاكتشاف، وأن المعلم يجب أن يُشجع على التفاعل مع المواد التعليمية ويشجع التفكير النقدي.
* ثلاث طرق للتمثيل:
يُحدد برونر ثلاث طرق لتمثيل المعرفة: التمثيل الحسي-الحركي (العمل)، التمثيل الأيقوني (الصور)، والتمثيل الرمزي (الكلمات).
مقارنة موجزة:
| الميزة | بياجيه | برونر |
|---|---|---|
| النمو المعرفي
| مرحلي | مستمر |
| دور البيئة
| هام، لكن التركيز على الإمكانيات الداخلية للطفل | حاسم، ويركز على دور الثقافة واللغة |
| التركيز
| العمليات المعرفية الداخلية | دور الثقافة واللغة |
| التعلم
| بناء هياكل معرفية | اكتساب تمثيل للعالم |
| طريقة التعليم
| اكتشاف الطفل بنفسه | تعلم نشط من خلال الاكتشاف والتمثيل |
باختصار، بينما يركز بياجيه على المراحل التنموية الداخلية للطفل، يركز برونر على دور البيئة واللغة في تشكيل التعلم، وكلاهما يُقدمان إسهامات قيّمة في فهم كيفية تعلم الأطفال وتطورهم المعرفي. يُمكن اعتبار نظريتيهما متكاملتين إلى حد ما، حيث يُكمل كل منهما الآخر.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |