في قرية صغيرة تحيط بها الجبال الثلجية، عاشت سيدة عجوز لطيفة تُدعى إيلينا. كانت إيلينا معروفة بحكمتها وكرمها، وكانت تحب الطبيعة أكثر من أي شيء آخر. كانت منزلها الصغير بالقرب من الغابة، حيث كانت تتجول كل يوم تجمع الأعشاب والأزهار لصنع شايها الشهير.
في أحد الأيام الباردة، بينما كانت إيلينا تعود إلى منزلها حاملة سلة مليئة بالأعشاب، سمعت صوتًا ضعيفًا يأتي من بين الأشجار. اقتربت بحذر، فوجدت دبًا أبيض صغيرًا جريحًا، يئن من الألم. كان مخلبُهُ مصابًا، وجسمُهُ مغطى بالثلج.
لم تتردد إيلينا لحظة. رفعت الدب الصغير برفق وحملته إلى منزلها. نظّفت جرحه بعناية، ولفّته بضمادة ناعمة، ثم أعدّت له حساء دافئًا من الأعشاب التي جمعتها.
أبقى الدب الصغير في منزل إيلينا لعدة أسابيع، ترعاه وتعتني به. كان الدب الصغير لطيفًا وهادئًا، وكان يبدو ممتنًا للعناية التي يلقاها. كانا يقضيان ساعات معًا، إيلينا تقرأ له القصص، والدب يستمع بهدوء.
عندما شفى الدب الصغير تمامًا، أراد أن يعود إلى الغابة. لكن إيلينا شعرُت بالحزن لفراق رفيقها الجديد. قبل أن يغادر، أحضرت له إيلينا سلة مليئة بالعسل والفاكهة، كهدية وداع.
ودّع الدب الصغير إيلينا بحركة لطيفة لرأسِه، ووعدها بالعودة لزيارتها كلما أمكنه ذلك. ومنذ ذلك اليوم، ظلت إيلينا تتذكر الدب الأبيض الصغير، واعتبرته صديقها العزيز، وكانت تتمنى أن يبقى بأمان في الغابة. و في كل شتاء، كانت تسمع صوت خطوات خفيفة خارج منزلها، وتشعر أن صديقها الدب الأبيض قد جاء لزيارتها.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |