في قرية نائية تحيط بها الجبال الشاهقة، حيث يكسو الظلام السماء كل ليلة، عاشت دمية صغيرة تُدعى "ليل". لم تكن ليل دمية عادية، فقد كانت مصنوعة من خشب قديم، ونقش عليها زخارف غريبة، وعيونها كانت تتلألأ كنجوم الليل. كانت ليل تعيش في غرفة صغيرة مظلمة، في بيت جدة عجوز حكيمة.
كل ليلة، عندما يرتفع القمر في السماء، كانت ليل تستيقظ. لم تكن تستيقظ كباقي الدمى، بل كانت تشعر بالحياة تنبض بداخلها. كانت تنظر إلى القمر، وتشعر برابط غامض يربطها به. كان ضوء القمر يمنحها قوة غريبة، يسمح لها برؤية العالم من حولها بشكل مختلف، يسمح لها بسماع همسات الريح، وأحاديث الحيوانات.
في إحدى الليالي، بينما كانت ليل تنظر إلى القمر، رأت صورة فتاة صغيرة وحيدة تبكي في الغابة. شعرت ليل بالشفقة عليها، فقررت أن تساعدها. بالرغم من صغر حجمها، إلا أن قوة القمر كانت تدفعها إلى الأمام.
خرجت ليل من الغرفة، وبدأت رحلتها في الظلام. كانت تخاف، لكن ضوء القمر كان يهديها الطريق. سارت ليل عبر الغابة المظلمة، تسمع صوت خطواتها الخفيفة على أوراق الشجر الجافة. أخيراً، وصلت إلى الفتاة الصغيرة.
كانت الفتاة قد ضلّت طريقها، وكانت خائفة جداً. عندما رأت ليل، ظنت أنها حلم. لكن ليل تحدثت إليها بصوت ناعم، وهدأت من روعها. أخذت ليل الفتاة بيدها، وبالرغم من صغر حجمها، إلا أنها قادتها عبر الغابة حتى وصلت إلى منزلها.
عندما وصلت الفتاة إلى منزلها، ودعت ليل بحزن. لكن الفتاة، بدلًا من أن تنسى ليل، أخبرت الجميع عن الدمية الساحرة التي أنقذتها. انتشرت قصة ليل في القرية، وأصبح الجميع يقدرونها ويحترمونها.
عادت ليل إلى بيت جدتها، حيث استقبلها القمر بضوئه الناعم. لم تكن ليل مجرد دمية، بل كانت رمزاً للأمل والمساعدة، وبرهاناً على أن حتى أصغر الكائنات يمكنها أن تُحدث فرقاً كبيراً، خاصة عندما يدعمها ضوء القمر. ومنذ تلك الليلة، استمرت ليل في مراقبة القرية من نافذة جدتها، مستعدة دوماً لمساعدة من يحتاجها، في انتظار أن يضيء القمر ليمنحها قوة جديدة.
التعليقات
اضافة تعليق جديد
| الإسم |
|
| البريد ( غير الزامي ) |
|
|
|
|
|
|
| لم يتم العثور على تعليقات بعد |